أعلنت مليشيات الحوثي الإرهابية، السبت 11 مايو/ أيار 2019م، الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار التي تتضمن انسحابهم من موانئ الحديدة، في التفاف جديد حتى على إعلان الأمم المتحدة، الذي أكد أن الانسحاب الأحادي سيبدأ اليوم ويستمر 4 أيام.
وذكرت مصادر ميدانية في مدينة الحديدة، أن المليشيات الحوثية انسحبت من الموانئ الثلاثة وسلمتها لقوات تابعة لهم، مما يعني تكرار سيناريو سابق كان قد رفضه الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.
من جانبه، اعتبر محافظ الحديدة الحسن علي طاهر، الانسحاب الجديد المزعوم للحوثيين من موانئ الحديدة، "مسرحية هزلية وخطوة غير متفق عليها"، مشدداً على ضرورة أن يخضع هذا الانسحاب لإشراف ثلاثي من الأمم المتحدة والحكومة والحوثيين".
وقال "ميليشيات الحوثي معروفة بأساليبها في المراوغة والتحايل على تنفيذ الاتفاقيات".
بدوره، رفض معمر الأرياني وزير الإعلام، اليوم السبت، انسحاب الحوثيين المزعوم من ميناء الحديدة بوصفه "مسرحية" تهدف إلى "تضليل المجتمع الدولي".
وقال الأرياني لوكالة "رويترز": "ما حصل اليوم مسرحية مكشوفة تم من خلالها إخراج مجموعة من الميليشيات باللباس المدني واستبدالهم بآخرين يرتدون اللباس الرسمي لشرطة خفر السواحل في محاولة لتضليل المجتمع الدولي قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن، مع أننا جادون في تحقيق السلام".
وفي يناير الماضي، حاولت الميليشيات الموالية لإيران التلاعب بالأمم المتحدة، عبر تسليم ميناء الحديدة إلى متمردين متخفين في ملابس مدنية.
ورفض، حينها الجنرال الهولندي، باتريك كاميرت، الرئيس السابق للجنة إعادة الانتشار المكلف من قبل الأمم المتحدة، عملية التسليم المزيفة، مما أثار غضب الميليشيا المسلحة ودفعها إلى جمع توقيعات تحت تهديد السلاح من مندوبي المديريات في المجلس المحلي ضده.
وذكر محمد الغباري، مراسل رويترز، أن الانسحاب من ميناء الصليف لم يختلف عن الانسحاب من ميناء الحديدة إلا في أن الأمم المتحدة انتقدت الخطوة حينها فيما تباركها اليوم، وفي الحالتين خرج المسلحون الحوثيون ودخلت عناصر ترتدي لباس شرطة خفر السواحل وتخضع لقيادة الحوثيين.
ويعتقد مراقبون أن القرار المفاجئ للحوثيين مسرحية هدفها تخفيف الضغوط قبل جلسة متوقعة لمجلس الأمن بعد أسبوع.
ولوح آخر اجتماع للرباعية الدولية في لندن باتخاذ موقف دولي موحد إزاء المليشيات الحوثية خلال جلسة مجلس الأمن الدولي منتصف الشهر الحالي، وهو ما يفسر زيارة المبعوث الأممي المفاجئة وغير المعلنة لصنعاء ولقائه بزعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي.
وربط مراقبون بين الخطوة الحوثية والتحولات السياسية التي تشهدها المنطقة وفي مقدمتها تصاعد التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية والنظام الإيراني وما ترافق مع ذلك من تحركات عسكرية تنذر بمواجهة محتملة.
وركز الخطاب الأمريكي على ما وصفه بالتهديدات الإيرانية للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، في إشارة واضحة إلى دور الحوثيين باعتبارهم إحدى الأذرع العسكرية في المنطقة التي تنفذ السياسات الإيرانية.