بقلم/ د. أنور الصوفي
في قلب مدينة لودر تتربع مدرسة القيم على ناصية العلم، فأينما وليت وجهك في هذه المدرسة رأيت هامة علمية كيف لا تكون هذه المدرسة مجمع للكوادر التعليمية والتربوية وهي نتاج أفكار الهامة الأكاديمية الأستاذ حسان زيد ورفيق دربه الأستاذ حسين العلهي وحولهما ثلة من الأساتذة يقودون دفة سفينة القيم لتبحر نحو مرسى العلم في رحلة سنوية تجوب فيها مدرسة القيم بحار العلم لتعود محملة بلآلئ العلم وما يبهر العيون والعقول والأسماع من ماس العلم وعقيق المعرفة.
عند دخولي لهذا الصرح العلمي رافقني الدكتور محمد عمر البركاني أستاذ النحو والصرف، وكان على مكتبه يجلس الهامة التربوية الدكتور ناصر حزام يدير هذه المدرسة النموذجية بكل اقتدار، ومع أن قرع جرس الفسحة رأيت أساتذة يسرون الناظرين هنا علمت أن مدرسة القيم لا تأتي إلا بالكوادر التي لا تمل ولا تكل ولا ترتاح إلا بعدما ترى ثمرة جهدها واقعًا.
أثناء الفسحة لا وقت لأساتذة المدرسة ليقضوه في الأحاديث الجانبية فرأيتهم كالنحل كل واحد قد شغله شاغل العلم، هذا ينظر في جدوله ليستعد للحصة القادمة وآخر تراه مشغولًا بحل مشاكل التلاميذ التي لا تنتهي، ويجلس الدكتور ناصر حزام يراقب ويوجه وينثر ابتساماته على الجميع كنموذج رائع للإداري الناجح والمتمرس.
الأستاذ الطيب أحد أعمدة هذه المدرسة كان يتحدث عن دور المدارس الخاصة في الدفع بالعملية التعليمية نحو الأمام، وهذا بالفعل ما رأيته وعايشته في مدرسة القيم التي لها من اسمها نصيب فهي تزرع القيم في نفوس تلاميذها.
غادرت هذه المدرسة تغمرني السعادة، لما رأيته من هامات علمية، فالأستاذ صبري كان موجودًا وكذا كان الأستاذ القرزعة والأستاذ غسان الربوعي، وكان الجفري حاضرًا والعديد من الأساتذة الأجلاء لم تسعفني الذاكرة لذكرهم، فمبارك لمدرسة القيم هذه الهامات العلمية التي سيتخرج على يديها جيلًا متسلحًا بالعلم والمعرفة وسيكون رافدًا للتعليم في لودر خاصة والوطن عمومًا، فمدرسة القيم هي الأنموذج الأبرز إلى جانب أخواتها من المدارس الخاصة لنجاح التعليم الخاص في مديرية لودر.
