في تصعيد خطير يهدف إلى إدامة الحرب ورفض مساعي السلام، زعيم ميليشيا "كتائب البراء بن مالك" (المحسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين) المصباح أبو زيد، طالب حكومة ولاية الخرطوم بتنفيذ استنفار شامل.
ودعا المصباح، في خطاب رسمي وجّهه إلى والي الخرطوم، إلى حشد جميع موظفي الدولة المدنيين "بمختلف الدرجات الوظيفية" وإرسالهم فوراً إلى "معسكرات القوات المتقدمة للعمليات" للمشاركة المباشرة في القتال، وفق ما نقلت صحيفة (التغيير).
ويأتي هذا التحرك التصعيدي من قبل الميليشيات الإخوانية في وقت حساس، يتزامن مع رفض قيادة الجيش (حليف الكتائب) الهدنة الإنسانية التي اقترحتها دول الرباعية (أمريكا والسعودية ومصر والإمارات)، والتي وافقت عليها قوات الدعم السريع.
وبدلاً من دعم مسار التفاوض، طلب زعيم الميليشيا الإخوانية من الوالي رسمياً "تسيير إجراءات تفريغ الموظفين الراغبين في القتال"، مع ضمان الاحتفاظ بـ "كامل مخصصاتهم وعلاواتهم" خلال فترة غيابهم عن وظائفهم المدنية، وهو ما يمثل محاولة لإغراء الموظفين بترك أعمالهم والانخراط في الحرب.
وفي محاولة واضحة لقطع الطريق أمام أيّ حلول سلمية، استخدم المصباح لغة تصعيدية في خطابه قائلاً: "لا زمن الآن للامتناع، ولا مجد إلا للجند الذين يهبّون للدفاع عن الوطن"، مؤكداً أنّ المرحلة تتطلب "تلاحماً كاملاً" بين الجيش ومؤسسات الدولة.
وتُعدّ "كتائب البراء بن مالك" من أبرز الميليشيات المسلحة غير النظامية المحسوبة على الإسلاميين، التي تقاتل إلى جانب الجيش، وتُظهر هذه الدعوة رغبة واضحة في استمرار الحشد العسكري ورفض أيّ تسوية سياسية تنهي الصراع.