كتب / مهيب الجحافي
حين تهبُّ رياح الجنوب من حضرموت، فاعلم أن القائد أحمد بن بريك قد وصل. ذاك الرجل الذي لا تهتزُّ له راية، ولا تنكسر له عزيمة، أتى كالصاعقة، ليوقظ الوعي، ويجمع الشتات، ويبعث في النفوس روح النصر من جديد.
دخل حضرموت لا كزائر عابر، بل كمحرّك للتاريخ، وكاتب لسطرٍ جديد في ملحمة الجنوب، يحمل في قلبه نبض الشارع، وفي صوته صدى المظلومين، وفي عينيه بريق النصر المنتظر.
لم تكن لقاءاته في حضرموت مجرد اجتماعات، بل كانت خارطة طريق، ورسالة للداخل والخارج: "حضرموت ليست وحدها... الجنوب كلّه قلبٌ واحد."
وفي حضرموت، تجلّت عبقرية القيادة، فارتفعت المعنويات، وتوحدت الصفوف، وأصبحت هذه الأرض الطيبة حصنًا منيعًا لا يُخترق، وسيفًا لا يُكسر.
اليوم، حضرموت لا تصرخ من الألم، بل تهتف بالحق:
"لن نركع... إما ننتصر أو نموت واقفين."
هنا الجنوب في أنقى تجلياته، هنا المجلس الانتقالي الجنوبي راسخًا كالجبل، وهنا حضرموت تقول كلمتها: "لا مكان للخونة... ولا موطئ قدم للعملاء في أرض الكرامة."