طالعتنا بعض الوسائل الإعلامية بتصريحات للأستاذة/ إيمان الزبيدي، عضو مجلس الآباء في عدن، تتضمن معلومات غير دقيقة وتمس بجوهر قضية المعلمين العادلة، وتقلل من شأن الإضراب الجاري في مدارس العاصمة عدن، وتتهم القائمين عليه بتحقيق مصالح شخصية أو أجندات سياسية
. الحديث عن استئناف الدراسة في أغلب مدارس عدن محاولة مكشوفة لتجميل صورة مشوهة، فالمدارس ما زالت فارغة، والميدان أصدق من كل التصريحات. تصوير المعلمين وكأنهم سبب الأزمة أو طرف يريد تدمير التعليم أمر لا نقبله ولن نسمح به، لأن من يدافع عن التعليم فعليًا هو هذا المعلم الذي رفض أن يستمر في أداء رسالته في ظل الإهمال والتجاهل والانكسار.
ما يجري ليس لعبة مصالح ولا ساحة تصفية حسابات، بل هو موقف شجاع من معلمين قرروا أن يرفعوا صوتهم لأنهم تعبوا من الصبر ومن الوعود الفارغة. لا أحد يملك الحق في المزايدة على المعلمين، ولا في تخوينهم، ولا في تصوير إضرابهم وكأنه تهديد للطلاب، لأن الحقيقة الواضحة أن التعليم يُهدم كل يوم بصمت الجميع، والمعلم هو آخر من بقي يحاول أن ينقذه.
عدن لا تُحمى بالشعارات، ولا تُبنى بتصريحات مدفوعة، بل تقف شامخة حين يقف معلموها مرفوعي الرأس. والتاريخ لن يُكتب بأقلام من يجيدون التنظير، بل بأيدي من نزلوا الميدان، وواجهوا الواقع بكرامة. ومن لا يرى الحقيقة اليوم، سيفاجأ بها غدًا حين يفقد الجيل حقه في التعليم، وحينها لن تنفع الخطابات، ولن يُسمع لصوت أحد.
صادر عن #
نقابة المعلمين والتربويين الجنوببين العاصمة عدن
١٢ ابريل ٢٠٢٥