مع قدوم شهر رمضان المبارك، الشهر الذي ينتظره الجميع بفرح وسعادة، يبدو أن الريال اليمني قرر الانضمام إلى قائمة المتأثرين بالصيام، لكنه صام عن قيمته أمام العملات المحلية والأجنبية، وانهار بطريقة تثير التساؤلات أكثر من الإجابات.
فهل هذا انهيار مقصود؟
أم مجرد استغلال للأوضاع الاقتصادية التي تزداد تدهورًا يوماً بعد يوم؟
يا حكومة اليمن العزيزة، ويا قيادة المجلس الرئاسي الموقر، هل هناك تفسير مقنع لهذا الانهيار المفاجئ؟
هل أصبح الريال اليمني الضحية الجديدة لمغامراتكم الاقتصادية؟
أم أنكم قررتم إحياء ذكرى ألعاب الاقتصاد برمي الريال السعودي في هاوية الانخفاض ليصبح مثل باقي العملات المتدهورة؟
في ظل هذه الكارثة المالية، المواطن اليمني يجد نفسه في معركة غير متكافئة مع ارتفاع الأسعار الجنوني، وكأن الأسواق قررت الاستجابة لانخفاض الريال اليمني بطريقة تضمن ألا يتمكن أحد من شراء حتى التمر، رمز الصيام، فما بالك بباقي المستلزمات الرمضانية!
يبدو أن التجار قد تحولوا إلى علماء في الفيزياء الاقتصادية، حيث يرفعون الأسعار كلما قررت العملة أن تفقد جزءًا من قيمتها، دون أي رحمة أو مراعاة لحالة المواطنين الذين بالكاد يتمكنون من سد احتياجاتهم.
أما أنتم، يا من تتحكمون بزمام الأمور، هل أنتم مشغولون في ابتكار خطط إنقاذ مالية؟
أم أنكم لا زلتم في طور دراسة "الآثار الإيجابية" لانهيار العملة؟
لأنه، وعلى ما يبدو، أنكم الوحيدون الذين قد ترون في هذا الانهيار فرصة لرفع الدعم عن الشعب بشكل غير مباشر، وكأنكم تقولون: "لنجعل الحياة أكثر تحدياً لهم، لعلهم يصبحون أكثر إبداعاً في إيجاد حلول للعيش!"
هل هذا الانهيار تعمد منكم؟
أم استغلال؟
أم أنه مجرد نتيجة لإدارة اقتصادية بائسة؟
مهما كان السبب، فإن المواطن اليمني لم يعد يتحمل المزيد من الكوارث الاقتصادية التي تنهال عليه وكأنه في سباق مع الزمن لتجاوز الأزمات المتتالية.
أيها الحكومة اليمنية، ويا قيادة المجلس الرئاسي، نطالبكم بأن تأخذوا استراحة من استراتيجياتكم المعقدة وغير المجدية، وأن تلتفتوا لمعاناة المواطن البسيط.
لا نريد وعوداً براقة، ولا خطابات رنانة، نريد فقط أن تعيدوا للريال قيمته، وتخففوا من معاناة الشعب قبل أن يأتي اليوم الذي ينهار فيه ما هو أكثر من العملة "ثقة الشعب بكم".