تشهد المحافظات الجنوبية حراكًا شعبيًا مستمرًا، يعكس المعاناة التاريخية والآلام اليومية لشعب الجنوب نتيجة لممارسات قوات الاحتلال والسياسات المعتمدة التي أدت إلى الإفقار والتجويع.
هذا الحراك الشعبي ليس مجرد رد فعل عشوائي، بل هو تجمع لمعاناة شاملة تطال مختلف جوانب الحياة. ويتجلى هذا الحراك بوضوح من خلال الوقفة الاحتجاجية الكبرى الثانية، التي شهدت مشاركة فعالة من قيادة وقواعد حزب الخضر الجنوبي، مما يعكس موقف الحزب الثابت تجاه القضايا الملحة.
عبر حزب الخضر الجنوبي عن خيبة أمله من تجاهل المجتمع الدولي لمطالب الشعب الجنوبي، فقد أصدرت قيادة الحزب بيانًا يعتبر نداءً صريحًا للمسؤولين الدوليين لتحمل مسؤولياتهم تجاه المعاناة في الجنوب. إن صمت المجتمع الدولي يعكس تواطؤًا غير مباشر مع سلطات الاحتلال، مما يزيد من مأساة الوضع واستمرار المعاناة.
يؤكد الحزب أن الشعب الجنوبي يطالب بالأمن والحقوق السياسية الأساسية، مع أهمية الاعتراف بدولة مستقلة يتم التعرف عليها دوليًا. الشعب يستحق حياة كريمة خالية من المساومات السياسية والضغوط الخارجية، ويجب أن يتاح له العيش بحرية وكرامة.
كما وجه الحزب رسالة خاصة إلى دول التحالف العربي، داعيًا إياها لمراجعة دورها في دعم الشعب الجنوبي. تدهورت الأحوال المعيشية بشكل كبير، مما يتطلب خطوات حقيقية وفعالة لإنقاذ الوضع بدلاً من تجاهل الأجندات التي تستنزف مقدرات الشعب.
ويعاني المجلس الرئاسي من انتقادات شديدة بسبب تدهور أوضاع المواطنين. فالقرارات والمذكرات التي تصدر بدون تنفيذ فعلي تثير استياء الشعب، الذي يتوقع من قيادته اتخاذ إجراءات عاجلة لحل مشاكله المتزايدة. يطالب الشعب حكومة الاحتلال اليمني بالاستجابة لمطالبه المتعلقة بصرف الرواتب بانتظام وتحسين الخدمات العامة.
وضعت هذه الظروف الصعبة القوى الوطنية الجنوبية أمام مسؤولياتها، حيث تتطلب الأولويات العاجلة تحسين الخدمات الأساسية ووقف التدهور الحاد للعملة. من الضروري أن تكافح الحكومة الفساد من خلال إلغاء القوانين التي تمنح الحصانة للمسؤولين الفاسدين وفتح ملفاتهم للمساءلة.
إن إصرار القوى الوطنية الجنوبية على التصعيد السلمي والالتزام بحقوق الشعب يعكس قوة الإرادة الجنوبية في مواجهة الأزمات والمضي قدمًا في المطالبة بحقوقهم. كما أن البيان الصادر عن حزب الخضر الجنوبي يؤكد أن الحلول تتطلب التزامًا جادًا من الجميع لتحقيق الحلم الجنوبي في التحرير والاستقلال.
أ. علي حسن سيف محمد، "بيان حزب الخضر الجنوبي"، العاصمة السياسية عدن، 2025/1/14.