استخدمت قوى الدولة العميقة في الشرعية كافة الوسائل والأساليب لانتهاج سياسات التركيع لإخضاع شعب الجنوب من مواقعها على هرم السلطات العليا الممنوحة لها بغير وجه حق . لأنها ترى بأنه لن يكون لها موطئ قدم في الجنوب مالم تستخدم سياسة افتعال الأزمات والاتجاه لمضاعفة معاناة الشعب في الجنوب بهدف خلق حالة من التذمر والتشفي لدى عامة الناس تجاه الواقع المفروض والذي ترى بأن العتاب سيوجهه الشعب لقيادة الكيان الجنوبي المفوض لاستعادة الدولة الجنوبية ورهانها باللعب على وتر الدخول في الشراكة . ولكنهم خابت آمالهم أمام إرادة الشعب الجنوبي ، وفشلت كافة مخططاتهم فور خروجها من مطابخهم التي لا تنتج أو تصدر غير موائد المكر والخداع والخيانة ، واختلاق الأزمات، وممارسة الفساد والعبث بالمال العام . أصبح العالم والاقليم يعلم جيدا بأن ارادة الشعب في الجنوب اكبر من أن تخضع للمساومة ، ومشروعها الثابت في أذهان الجميع بأنه مشروع وطن وقضية ارض وثروة وانه أساس ورأس الأزمة اليمنية ، وأنه اي تجاوز لهذه القضية المحمية بإرادة شعب ممتد على كافة الرقعة الجغرافية سيكون لها مالها من العواقب . لهذا لازم أن نستخلص بأن كل هذا الواقع المفروض على شعبنا ومضاعفة معاناة المواطن إنما يريدون من خلالها إخضاع الشعب ، وتاليب اكبر قدر من الغيض للشعب ضد الكيان الجنوبي وقيادته المخلصة للمشروع الوطني الجنوبي . خطوة انسحاب الرئيس من اجتماع مجلس القيادة مؤخرا يأتي تعبيرا عن رفض الرئيس لتجربة حكم فاشلة لتسع سنوات من التعذيب والتركيع والإذلال للشعب الجنوبي ، وإرسال رسالة للعالم والاقليم بأن الأرض التي تقع تحت سيطرتنا وحررت بدماء جنوبية لسنا راضيين أن يظل متحكم بها عصابة الدولة الفاسدة العميقة ، وهو الموقف التاريخي والوطني العظيم الذي يمثل عنوان لواقع بشائر قادمة للشعب الجنوب.