في مشهد أقرب إلى فيلم خيال علمي، تخيلوا معي أن الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي قرروا أخيرًا مغادرة أجواء الفنادق الفاخرة ورائحة "البوفيهات المفتوحة" وعادوا إلى العاصمة عدن، التي تركوها تُصارع الأزمات كأنها تُشارك في مسابقة لتحمل المصائب.
ولكن، السؤال الأهم هنا:
ماذا ينبغي أن يفعل المواطن بالعاصمة عدن تجاه هذا الحدث العظيم؟
1. تنظيم احتفالية كبرى: "عودة الملوك"
أول خطوة يجب على المواطنين القيام بها هي تنظيم احتفالية أسطورية، على غرار حفلات الزفاف الجماعية.
يمكن الاستعانة بمكبرات صوت تعمل بالطاقة الشمسية (لأن الكهرباء بالطبع ستنقطع في اللحظة الحاسمة)، وكتابة شعارات مثل:
أهلًا بمن تذكرنا بعد طول غياب!
يا هاربين من الأزمات، كيف وجدتم الجو هناك؟
2. تحضير قائمة بالأزمات للترحيب
عند وصولهم، يمكن للمواطنين أن يقدموا لهم "قائمة شرفية" بكل الأزمات التي تفاقمت في غيابهم:
أ- أزمة الكهرباء: مرحبًا بكم، رجعتم قبل أن نشحن البطارية الأخيرة.
ب- أزمة المياه:
هل أحضرتم معكم مياهًا معدنية؟
لأننا لم نرَ الماء منذ أسبوع.
ج- أزمة الرواتب: أخيرًا ستدفعون الفاتورة التي تركتموها علينا.
3. تعليمهم مهارات البقاء في عدن
بما أنهم اعتادوا على حياة الفنادق، يمكن تنظيم دورات تدريبية لهم تحت عنوان: "كيف تعيش في العاصمةعدن دون أن تفقد صبرك".
دورة "البقاء على قيد الحياة أثناء انقطاع الكهرباء والماء."
ورشة عمل "كيف تقف في طابور الغاز دون أن تنهار نفسيًا."
تجربة عملية: العيش براتب معدوم.
4. إعداد برنامج سياحي محلي
لم لا نقوم بجولة سياحية لهم في أرجاء العاصمة عدن حتى يتعرفوا على الإنجازات التي لم يقوموا بها؟
زيارة الشوارع المليئة بالحفر: "هذه هي طرقنا بعد ميزانية الطرق التي لم تصل.
جولة في المستشفيات الحكومية: هنا يموت المواطن بكرامة لأن الدواء غير متوفر.
رحلة إلى الأسواق: هكذا يشتري المواطن كيلو البطاطس واا بأسعار خيالية.
5. تقديم وجبة ترحيب تقليدية
وبما أن غلاء المعيشة وصل إلى حد الجنون، يمكن للمواطنين تقديم وجبة رمزية" للحكومة:
رغيف خبز يابس.
كوب ماء مالح (من التحلية الفاشلة).
فاكهة من الكرتون (تعبيرًا عن الغلاء).
6. استجواب مباشر في الساحة العامة
لإظهار حسن النية، يمكن للمواطنين تنظيم لقاء شعبي، ولكن مع لمسة ساخرة، حيث يُطلب من كل مسؤول أن يشرح ماذا كان يفعل أثناء غيابه:
1- كم عدد الفنادق التي زرتها؟
2- هل تعلم أن العاصمة عدن ما زالت بدون كهرباء أم كنت مشغولًا بتكييف الغربة؟
3- ما الذي دفعك للعودة
هل هو الحنين أم انتهاء الفيزا؟
الخاتمة: العاصمة تعدن تستحق أكثر من العودة العابرة
يا أعزاءنا العائدين، العاصمة عدن ليست مجرد محطة استراحة قبل العودة إلى الغربة مجددًا.
المواطنون هنا ينتظرون قرارات، أفعال، وحلولًا حقيقية، لا وعودًا وهمية وابتسامات تلفزيونية.
لذا، إذا كنتم جادين في البقاء، فاستعدوا للعيش مثلنا: بدون كهرباء، بدون خدمات، وبدون رواتب.
وإذا لم تعجبكم الحياة هنا، فلا تقلقوا، سنساعدكم في حجز التذكرة القادمة!