في زمن تكثر فيه شعارات الحقوق والمساواة بين الشعوب، يبدو أن مسألة استعادة الدول لم تعد أولوية دولية ما لم تكن تلك الدول تحمل اسمًا جذابًا أو تقع فوق بحر من النفط.
وبينما تتحرك القوى الدولية لإنقاذ أراضٍ هنا وهناك، نجد قضية استعادة الدولة الجنوبية في اليمن تسير بخطى حلزونية، إن لم تكن تسير للخلف.
الأمم المتحدة: المنقذ.. أم المحاضر؟
مجلس الأمم المتحدة، هذا الكيان العظيم الذي تأسس ليحمي حقوق الشعوب ويعيد السلام إلى العالم، يبدو أنه يُبدع في كتابة التقارير أكثر من إيجاد الحلول.
مؤتمر بعد مؤتمر، وبيان تلو الآخر، دون أي تغيير حقيقي على الأرض.
هل ينسى المجلس أن هناك شعبًا جنوبيًا يناضل لاستعادة دولته؟
أم أن الموضوع يفتقر إلى "المصالح الدولية" لجذب الانتباه؟
الدول الإقليمية: الشقيقة الكبرى أم الخصم الأكبر؟
أما الدول العربية والإقليمية، فإن موقفها يشبه الأخ الأكبر الذي يقف على الحياد بينما يتقاتل إخوته على الإرث.
البعض منهم ينادي بالحوار والهدوء، والبعض الآخر يغمض عينيه تمامًا ويبحث عن صفقاته الخاصة.
الدول الإسلامية: "المسلم أخو المسلم".. ولكن أين؟
دعونا لا ننسى الدول الإسلامية، التي كثيرًا ما تتحدث عن الأخوة الإسلامية والتضامن.. لكنها في الواقع، مشغولة بمناقشة قضايا أخرى أكثر أهمية، مثل كيفية إقامة مسابقات طبخ "الهريسة الوطنية".. يبدو أن التضامن مع الجنوبيين لا يتناسب مع "ميزانياتها الدبلوماسية".
الدول العظمى: هل يجب أن نرسم خريطة بجانب النفط؟
الدول العظمى التي تمسك بزمام القرارات الدولية لا تبدو مهتمة إلا إذا كانت هناك موارد ضخمة يجب تأمينها أو صراعات يمكن استغلالها.
ربما لو تم العثور على احتياطي من الغاز الطبيعي في الجنوب، لوجدنا الأمم المتحدة تعقد جلسات طارئة والقيادات الغربية تطالب بـ"الإنصاف الفوري".
هل من أمل؟
ربما الأمل الوحيد أن يقوم شعب الجنوب بإرسال خطاب رسمي إلى مجلس الأمم المتحدة، مرفقًا بمعلومات مزيفة عن "حقول نفط عملاقة" تم اكتشافها حديثًا.
ربما حينها، نجد القادة الدوليين يتوافدون بطائراتهم الخاصة ويطالبون بإعادة الحق المسلوب.
في النهاية، يبدو أن عدالة الأمم المتحدة تعتمد على مدى أهمية موقعك الجغرافي وما تحتويه أرضك من ثروات.
أما إذا كنت شعبًا بسيطًا يناضل من أجل استعادة دولته، فعليك بالصبر، والكثير من البيانات الصحفية التي لن يقرأها أحد.