طار ممثل اليمن إلى أذربيجان ليناقش تأثير المناخ على بلاده التي أصبحت كنتونات لكل كنتون منها شيخ وزعيم وسيد وبلطجي وبجم، وطار معه أكبر وفد ليمثلوا هذا الوطن الممزقة أوصاله، والمنتهية صلاحية ثوراته، والمقزمة أبطاله، والمنفية قادته وزعماؤه.
حط وفد اليمن رحاله في باكو عاصمة أذربيجان، ولم تسافر رئاسة الوفد من هذا الوطن الذي ستعرض عنه مشاكل المناخ فيه، فكيف سيتحدث ممثل وفدنا عن مناخ لا يعيش فيه، ولا يتحسس مشاكل مواطنيه الحقيقية؟
نحن في اليمن لا مشاكل لنا مع المناخ، فأجواؤنا نظيفة فلا مصانع معنا ولا كهرباء والسيارات توقف أكثرها، فالجو عندنا جميل وشاعري، ولكن الأحشاء هي التي تشكو من الجوع، فقد توقفت الأحشاء عن العمل عند بعض الأسر اليمنية، وهدد الفقر أغلب سكان اليمن، ولا يحس بمعاناتهم أحد، لأن ولاة الأمر يعيشون في بحبوحة العيش، فلم يفكروا إلا بما يفكر فيه العالم المتحضر، فهم يحتاجون لأجواء نظيفة، ولا يفكرون بوضع أسرة تنام خاوية بطونها، وتصحو لتعلن عن جوع ينهش الأحشاء، وشعار قادتنا: تنظيف المناخ، ونحن في هذا الوطن لا يعكر صفو مناخنا إلا فُساء وضُراط وجُشاء مسؤولينا الذين لا يأتون إلى هذا البلد إلا لتفريغ محتوى بطونهم، ليحافظوا على مناخ البلدان التي يعيشون فيها.
تعالوا وتحسسوا أحشاء الفقراء في هذا الوطن، واتركوا كذبة اسمها المناخ، فالناس تموت من الجوع والفقر والمرض، فبعض المرضى لا يجدون ما يتطببون به، إنهم يتألمون ولا يسمع شكواهم أحد لهذا فضلوا الموت بصمت.
اتركوا كذبة المناخ، وتعالوا لمعالجة الوضع الاقتصادي، فالروتي كل يوم يتقزم ويرتفع سعره، ولا تأثير للمناخ عليه، ولكن الذي حجمه ورفع سعره هو الفساد المستشري، فلم يعد المواطن يفكر في رفاهية بل أنه انحصر تفكيره في روتي وواحد شاي أحمر، فالشعب يئن.
أين الرئيس؟