مر شعب الجنوب منذ عام 1990م بالعديد من المنعطفات الصعبة والأوقات العصيبة، لكنه شعب جبار لم ولن يستكين، بدءًا بتشكل جبهة المقاومة والرفض للاحتلال، حركة تقرير المصير "حتم" في العام 1996م، وبعدها تجمع "تاج"، والعديد من الجهود المتراكمة وصولاً إلى نهوضه المعلن لثورته الشعبية التحررية الشاملة في عام 2007م، ثم التفافه حول المقاومة الجنوبية في عام 2015م، وانتهاءً بالتفويض الشعبي للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بتشكيل كيان سياسي بقيادته لقيادة وتمثيل شعب الجنوب وقضيته الوطنية... الذي مثل الإجماع الوطني الجنوبي في 4 مايو 2017م. وها هو قد بات اليوم أكثر قوة وصلابة، ولن يعيقه شيء عن تحقيق تطلعات شعب الجنوب واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة، مهما تراكمت المخاطر وتكالب الأعداء عليه. وطوال المراحل السابقة، أثبت شعبنا إنه عصي على التطويع، وإنه على مستوى عال من الوعي، ولن يسمح للضغوطات وممارسات العقاب الجماعي، والإشاعات والدعايات المغرضة أن تثنيه عن هدفه ومشروعه الوطني، أو تزعزع ثقته بقيادته التي أزعجت الخصوم بما حققته من نجاحات في سبيل خدمة المشروع الوطني الجنوبي على الصعيدين الداخلي والخارجي. لقد اجتاز شعبنا مراحل ومؤامرات عدّة وخرج منها شامخاً منتصرا، وسيظل بإرادة الله صلباً قوياً عصياً على الانكسار مهما حاول دعاة الشر وصناع الفتن، فلن يجنوا غير الخيبة والفشل، فشعبنا شب عن الطوق ويعرف عدوه جيداً ولم يعد تنطلي عليه الدسائس المغلفة بغلاف الوطنية الزائفة، والشعارات البراقة التي تستهدف لحمته الوطنية ونسيجه المجتمعي بالدرجة الأولى. سنمضي بثبات صوب تحقيق تطلعات شعبنا خلف قيادتنا الرشيدة ممثلة في سيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي حفظه الله ورعاه.