في ظل التطورات السياسية الراهنة والتحركات الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة، أود أن أؤكد على موقف واضح لا لبس فيه: الشرعية الحالية لا تمثل الجنوب. الحوار الجاري في مسقط بين القوى الشمالية لا يعنينا نحن أبناء الجنوب.
شعب الجنوب قدم تضحيات جليلة من أجل قضيته العادلة والمشروعة. لقد ناضلنا من أجل تحقيق استقلالنا واستعادة دولتنا وهويتنا.
ولكن ما نشهده اليوم هو تجاهل تام لتطلعاتنا وحقوقنا من قبل القوى التي تتفاوض في مسقط. هذه القوى لا تعبر عن إرادة شعب الجنوب ولا تمثله بأي شكل من الأشكال.
الحوار الذي يجري في مسقط هو حوار شمالي شمالي بامتياز.
إنه يعكس مصالح القوى الشمالية ويعزز من نفوذها وسيطرتها على مقدرات الوطن، بينما يتم تهميش وتجاهل حقوق أبناء الجنوب ومعاناتهم وتطلعاتهم.
شعب الجنوب لم يضحِّ بأرواحه ودمائه ليكون مجرد متفرج على طاولة مفاوضات لا تعنيه.
نحن لسنا طرفًا في هذا الحوار، ولن نقبل بأن تُفرض علينا قرارات لا نشارك في صياغتها ولا تعبر عن إرادتنا.
إن تجاهل حقوق شعب الجنوب ومحاولة تهميشه لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وزيادة الانقسام.
إن الحل الحقيقي والمستدام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال احترام إرادة شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره.
قال الله تعالى في محكم كتابه: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" (آل عمران: 103).
إن الوحدة الحقيقية هي تلك التي تقوم على العدل والاحترام المتبادل والاعتراف بحقوق الجميع، وليس على فرض الإملاءات والتجاهل.
في الختام، أؤكد أن شعب الجنوب سيظل متمسكًا بحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته.
نحن مستعدون للحوار والتفاوض، ولكن يجب أن يكون ذلك حوارًا يعترف بحقوقنا ويشملنا كطرف أساسي في أي عملية سلام. إن تجاهلنا لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر، ولن نقبل بأن نكون ضحايا لقرارات تُتخذ دون مشاركتنا.
شعب الجنوب سيظل صامدًا ومتمسكًا بقضيته العادلة، وسنواصل نضالنا حتى نحقق أهدافنا المشروعة ونبني دولتنا المستقلة التي تضمن حقوق جميع أبنائها.