نحن شعب عرطة، فنحن شعب للأسف لا نستحق كهرباء ولا ماء ولا أي خدمات، فكل واحد منا يقول: لماذا الشعب صامت على هذه البهذلة التي هو فيها؟ ولا يحسب نفسه من أفراد هذا الشعب، ويكرر الآخر مثل قوله، فنظل نتساءل لماذا هذا الشعب صامت؟ ونسينا أننا من أفراد هذا الشعب.
لكن ما جعلني أسلم بأن هذا الشعب عرطة أن أحدهم خرج يشكر مدير الكهرباء، لأنه أخذ سلفة ديزل من أحد التجار، وهذه السلفة ستجعل الشعب يعيش في نعيم، أي أنه سينعم بالكهرباء ساعتين وستأتيه في المرة القادمة بعد ثمان ساعات وقابلة للزيادة، فوالله إننا شعب عرطة، ويا بخت السياسيين بنا، ويا بخت التحالف بنا.
نحن شعب نمجد المسؤول لو أخذ سلفة من أي تاجر، ونحن نعلم أن كل مسؤول لو خاف الله ولم يمد يده لسرقة أموال الدولة، لكانت الكهرباء شغالة 24 ساعة، ولكانت كل الخدمات متوافرة، ولو طردنا التحالف لتنعمنا بخيرات بلدنا، ولكننا شعب عرطة، وأنا واحد منكم.
نقضي 8 ساعات فوق الدكك نتبادل الأحاديث، وترانا كقطيع من الخرفان نعود إلى مرابضنا عندما يأتي موعد الساعتين، والمسؤول ينام في فلته وقصره منعمًا بثروات هذا الوطن، وبالثمن الذي قبضه من التحالف الذي جاء ليعذبنا بالخدمات والغلاء وقطع الرواتب.
كلنا يدري أن سبب ما نحن فيه هو هذه الكتلة البشرية الذين يحكموننا بأمر الخارج، والذين أدخلونا في مرحلة من الذل والمهانة وانعدام الخدمات لم يمر بها اليمن قديمًا ولا حديثًا إلا في ظل هذه الكتلة البشرية الحاكمة، فنسأل الله ألا يذيقهم راحة في الدارين، أما نحن فنحن شعب عرطة، وأنا واحد منكم.