ما لم يتم تفعيل القضاء ليؤدي دوره بكل امانة وذلك من خلال اختيار القضاة من اصحاب الخبرة والكفاءة وما لم يتم تفعيل العامل المساعد ( النيابات ومراكز الامن ) لتقوم بدورها من خلال الكادر المؤهل من القيادات الناضجة والأفراد الأكثر فهماً للتعامل مع الأشخاص في حال اللجوء إليهم لمساعدتهم وحل قضاياهم سوى في المعاملات اليومية لغرض استخراج وثائق أو التبليغ عن حوادث إضرار بامن الوطن والمواطن وفي حالة دعوتهم لفض عراك او خصومة هنا أو هناك وعندهم إدراك كيف يتعاملون مع الجناة باحترافية رجل الأمن المهذب الحازم المتمرس على التعامل مع الحالة التي أمامه محافظاً على نفسه من الاندفاع بشكل جنوني يسبب له الاذى ويضع قيادته في الموقف المحرج عندما يتصرف وفق ما تعلمه وينفذه بكفاءة بعيداًً عن التخبط والعشوائية التي نراها من بعض الجنود الذين يتصرفون وكانهم القاطع المانع ولم يدركون انهم جنود مهتم القبض على الجاني ومعاملته باحترام وعدم إهانته وتوصيله الى الجهة المعنية وهي من تحقق معه وتحيله الى النيابة ثم القضاء .
نناشد بسرعة اصلاح القضاء والامن وذلك ليعود الغاوون الى رشدهم بعد ان زاد عددهم في زماننا هذا بسبب التراخي من قبل الامن وضعف النيابات والمحاكم واصبحوا يعبثون لانهم تعودوا على حل الخلافات والأخطاء والجرائم المرتكبة بالطرق العرفية التي تنهي الكثير من الخصومات بالصلح الذي يعفي من تجاوز حدوده وظل يعبث بدون حساب اي ( من اليوم كل واحد يصلح نفسه وانتهى الأمر ) وهنا يصبح من تحمل الاذى والتعسف وصبر في حالة يرثى لها عندما يرى العابث الذي لم يتوانى ظل يمارس فجوره ولو لم يتم مراجعته لاستمر في فجوره وهنا مكمن الظلم في حل الخصومات بالطرق العرفية التي لا تشفي قليل من تحمل وبعد ان ياتي اليه من اتى ليضغط عليه ويحرجه بالتنازل والمسامحة مع من ظل لم يبالي ولم يردعه ضمير ولا اهل ولا قبيله وفي النهاية يخرج منها وكانه لم يفعل شيء مخل .
ضرورة تفعيل العمل الامني ومحاكم القضاء قبل ان نجد انفسنا امام جيل فوضوي جاهل بالقيم النبيلة لايعرف ماهو القانون وماهي المحاكم ومفهومه خذ حقك بيدك ولا تنتظر لسلطة تحل مشكلتك وعبث كما تشاء فليس هناك من يحاسبك وفي حالة وقعت هناك من يساوم في قضيتك ويخارجك من الورطة .