الذكرى المشؤومة لا تزال تطاردنا، حينما أعلن الشمال الحرب على الجنوب الحر.
تحولت هذه الحرب الغادرة إلى كابوس يعيشه أبناء الجنوب بكل تفاصيلها القاسية.
كان هذا الضابط المحترم، الذي كان يشغل منصب قائد حرس الشرف في جيش الجنوب، يُجبر على ترك كل هذا العرف الذي كان يفخر به، ليصبح سائق تاكسي يبحث عن لقمة عيشه اليومية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل حولت قادة الأسراب، الذين كانوا يقودون طائرات الميج وسوخوي، إلى بائعي قات يسعون لكسب قوت يومهم.
وما أعقب ذلك من تشريد وتهجير لأكثر من 70 ألف عسكري وأمني ومدني، ليجدوا أنفسهم يتخبطون في طرقات الشوارع، بلا مأوى وبلا حماية.
هذه هي الواقعية المريرة التي عاشها الجنوبيون تحت وطأة الاستعمار الشمالي الغاشم الذي حاول الشمال فرضه عليهم.