في أواخر شهر رمضان المبارك، وتحت لهيب الشمس كان هناك جندي مخلص يراقب بصمت أبواب أحد محلات الصرافة في مدينة المخا، وبزيه المدني ودون سلاح.
في تلك الأثناء، كانت عصابة اللصوص تتربص عند محل الصرافة، تنتظر أحدهم لسرقته، وما هي إلا لحظات حتى ظهر مواطن يسحب مبلغا ضخما قدره سبعة ملايين وخمسمائة ألف ريال، ليضعه في باصه الخاص وينطلق نحو محلات الملابس، غافلا عن العيون التي تتبعه.
بمجرد أن أوقف الرجل سيارته ودخل محلات الملابس، انقض اللصوص على الباص، فكسروا الزجاج واستولوا على المبلغ، لكن الجندي، الذي كان يتتبعهم بدراجته النارية، لم يتوان لحظة، فهاجمهم بشجاعة، وبدأت معركة طاحنة استمرت أكثر من نصف ساعة.
وحيدا في مواجهة اثنين، استطاع الجندي انتزاع السلاح منهم، وبينما كان المبلغ مرميا على الأرض، حاول أحد اللصوص العودة لأخذه، لكن مواطنا كان يراقب الموقف تدخل ليمنع ذلك، ليفر اللصوص بدراجتهم النارية، تاركين وراءهم المال وسلاحا آليا.
حاول الجندي الذي لم يكشف عن هويته، إطلاق النار عليهم، إلا أن الأهالي منعوه، لكن الذي أخرج تفاصيل هذه القصة هي كاميرات المراقبة التي سهلت أيضا لقوات الأمن طريقة التعرف والقبض على اللصوص لاحقا في مديرية حيس.
هذه القصة ليست حكاية، وإنما درس في الشجاعة والإنسانية والإخلاص، يستحق عليها ذلك الجندي البطل التكريم والشكر ولإدارة الأمن ولكل من ساهم في إعادة الحق لأصحابه.