كانت جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل خطوة تنظيمية ومؤسسية للحامل السياسي لقضية الجنوب
جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل خطوة تنظيمية ومؤسسية للحامل السياسي لقضية الجنوب
شارك الخبر
كانت جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل واحدة من الخطوات التنظيمية في محطة من محطات البناء التنظيمي للحراك السلمي لإنتاج حامل سياسي لقضية شعب الجنوب العادلة . ولما كانت الفرص معدومة أمام شعب الجنوب لتأسيس حزب سياسي يعبر عن قضيتهم ويرفع رايتها أمام المحافل الدولية والإقليمية لاسيما بعد التعديلات التي عملها نظام صنعاء الاحتلالي مباشرة بعد حربه الظالمة التي شنها على الحنوب سنة 1994م، حيث اشترط القانون المعدل بأن يكون لدى أي حزب قواعد جماهيرية وشعبية في ما لايقل عن عشر محافظات . ولما أنهى قانون الأحزاب المعدل الفرص أمام الجنوبيين في تشكيل حزب أو كيان سياسي يعبر عن قضاياهم بحثوا وفق الهامش القانوني عن فرصة لتشكيل اي صيغة تعبر عن قضاياهم فلم يجدوها سوى في قانون الشئون الاجتماعية حيث شرعوا في تأسيس عدد من الجمعيات وذلك بعد أن تمخضت حركة الوقفات السلمية للمتقاعدين والمسرحين العسكريين الجنوبيين عن تاسيس جمعيات المتقاعدين والمسرحين العسكريين في كلا من عدن والضالع حيث حصلت جمعية متقاعدي الضالع على الاعتراف من قبل السلطات الحكومية في 24 مارس 2007 لتمتنع بعدها السلطات الحكومية عن منح التشكيلات الأخرى أي تصريح لمزاولة العمل ، الاان الفرصة وفق الهامش القانوني مازالت متاحة حيث نصت تلك القوانين على إجراءات معينة يتبعها المؤسسون ، لا يستدعي المقام هنا ذكرها .
وكان إعلان تأسيس مجالس التنسيق للفعاليات السياسية والمدنية هي المسمى للبنة الاولى في البناء التنظيمي المؤسسي للحامل السياسي على مستوى المديريات التي كانت تشهد حراكا جماهيريا وتحتضن فعاليات الحراك السلمي الجنوبي في مراحله الأولى ، ثم تلتها الخطوة الثانية في البناء التنظيمي للحامل السياسي لقضية شعب الجنوب بعد أن استكملت معظم – أن لم يكن كل مديريات – الجنوب تأسيس الكيان على مستوى المديرية فتم اشهار ما اصطلح على تسميتها بحركة النضال السلمي في أغلب محافظات الجنوب بعد تعثر بعضها نتيجة تغييب أبرز قياداتها في سجون الاحتلال . وقبل أن يتم استكمال بقية المحافظات جرت – للاسف – الانقسامات في قوى الحراك الجنوبي وتمخضت تلك الانقسامات عن بروز أربعة مكونات ترأس كل منها المناضلون : حسن باعوم والعميد ناصر النوبة وصلاح الشنفرة وصالح يحيى سعيد الله يرحمه وجرت الكثير من الجهود والارهاصات للملمة الصف الجنوبي حتى جاءت الحرب والجنوب ما زال يفتقد لوحدة القيادة السياسية حتى جاء المجلس الانتقالي كخطوة متقدمة في البناء التنظيمي للحامل السياسي الجنوبي والذي جاء ليجمع اغلب القوى الجنوبية التي أفرزتها حرب 2015م ووضعها في بوتقة واحدة بعد تفويض الاخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي من خلال مليونية جماهيرية شعبية بعدن في 4 مايو 2017 ليعلن عن تشكيل المجلس الانتقالي يوم 11/مايو 2017م
وللتذكير فإن قطاع الشباب في الحركة الوطنية الجنوبية بدأ بتأسيس جمعيات الشباب والعاطلين عن العمل ثم شكلت تلك الجمعيات (جمعيات الشباب والعطلين عن العمل) مجلس تنسيق أعلى على مستوى الجنوب يضم قيادات ممثلة لتلك الجمعيات على أساس وطني يمثل الخارطة الجنوبية ، حيث تشكل مجلس التنسيق الاعلى من 21 عصوا عضوا يمثلون محافظات الجنوب السبع قبل إعلان ارخبيل سقطرى محافظة ، ويتراس مجلس التنسيق الاعلى سبعة من القيادات الشبابية المؤسسة يمثل كل منهم واحدة من محافظات الجنوب وهم على النحو التالي :
1- محافظة عدن – نظير حسان محمد
2- محافظة لحج – مازن محمد صالح
3- محافظة أبين – خالد عمر العبد الشعوي
4- محافظة شبوة – شفيع محمد العبد العولقي
5- محافظة حضرموت – فادي حسن باعوم
6- محافظة المهرة – عيسى احمد رعفيت
7- محافظة الضالع – علي عبدالرب صالح
وتم التوافق في مجلس التنسيق الاعلى لجمعيات الشباب والعاطلين عن العمل في محافظات الجنوب على أن تكون رئاسة المجلس دورية يتم التدوير فيها كل سته اشهر وفق اولوية الحروف الأبجدية لاسماء المحافظات ومنح محافظة حضرموت الاولولية تكريما للدور النضالي الذي لعبته أسرة المناضل حسن باعوم ، وجرى تنصيب المناضل فادي حسن باعوم رئيسا للمجلس على اعتبار أنه كان أكثر حظا للتعرض للسجون والملاحقات في حينها ، ولما جرت الانقسامات بين قوى الحراك الجنوبي كان للقطاع الشبابي حصته من ذلك أسوة بقوى الحراك الجنوبي الأخرى ولم تتم عملية التدوير بل جرى تسابق البعض على إعلان تشكيلات ومكونات ومسميات متعددة .. هذه شهادة للتاريخ ثم للأجيال ، ثم ان كل من عاصر تلك المرحلة شاهد على ما اقول وأن الكثير من القيادات التي شاركت في تلك الخطوات وعاصرت كل محطاتها مازال اكثرهم احياء وشهودا على ذلك
والله ثم الوطن والتاريخ من وراء القصد
★خالد عمر العبد -عضو الجمعية الوطنية
★ رئيس كتلة أبين في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي