يواصل مانشستر سيتي الإنجليزي حملة دفاعه عن لقب كأس رابطة الأبطال الأوروبية، بعدما تأهل إلى الدور ربع نهائي من المسابقة، فيما تجاوز ريال مدريد الإسباني عقبة لايبزيغ الألماني، ليثبت أنه منافس جدّي على اللقب هذا الموسم. وتأهل مانشستر سيتي حامل اللقب بسهولة إلى دور الثمانية بفوزه الأربعاء بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد على كوبنهاغن الدنماركي في إياب دور الستة عشر ليحقق فوزه العاشر على التوالي في المسابقة والذي منحه الانتصار 6 – 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وأنهى سيتي، الذي تفوق بفارق هدفين ذهابا، الأمور مبكرا بفضل ثلاثة أهداف في الشوط الأول عن طريق مانويل أكانجي وخوليان ألفاريز وإرلينغ هالاند. وسجل أكانجي من فرصة سيتي الأولى في المباراة بعد أن سدد مباشرة في المرمى إثر تمريرة ألفاريز العرضية من ركلة ركنية في الدقيقة الخامسة.
وقال أكانجي في تصريح إعلامي “رأيت الكرة قادمة وكانت مثالية أمام قدمي. كنت سعيدا جدا بالهدف. كنا نريد التسجيل مبكرا. الهدفان المبكران في الشوط الأول جعلا الأمور أسهل بالنسبة إلينا. حاولنا تقديم أقصى ما لدينا وقمنا بما يتوجب علينا فعله". وسجل ألفاريز بنفسه بعد أربع دقائق بفضل تصدي كارثي من كاميل غرابارا حارس كوبنهاغن الذي ترك تسديدة مهاجم سيتي تفلت من بين يديه بعد لحظات من تسديدة رودري في العارضة.
وقلص محمد اليونسي، لاعب ساوثامبتون السابق، الفارق لبطل الدنمارك في الدقيقة 29 لكن هالاند آلة تسجيل الأهداف في سيتي سجل بتسديدة أرضية قوية بين اثنين من المدافعين قبل ثوان من نهاية الشوط الأول، وهو هدفه 29 هذا الموسم في جميع المسابقات. وحصل ريكو لويس على فرصة متأخرة لتسجيل هدف سيتي الرابع في المباراة لكن تسديدته ارتطمت بالعارضة.
وسيتعرف سيتي على منافسه في دور الثمانية بعد إجراء القرعة يوم 15 مارس الجاري. وقال أكانجي "شعورنا جيد الآن. نشعر بالثقة مع تأهلنا إلى الدور القادم. نحن أحد المرشحين (للفوز باللقب) لكن علينا إثبات ذلك". ووصل سيتي إلى دور الثمانية للمرة السابعة على التوالي. ومع توجهه لملاقاة ليفربول في صراع على صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الأحد المقبل، أجرى غوارديولا سبعة تغييرات على التشكيلة الأساسية التي تغلبت 3 – 1 على مانشستر يونايتد في قمة محلية بالدوري يوم الأحد الماضي، إذ لم يشارك كيفن دي بروين أو فيل فودن.
وتم استبدال هالاند في وقت متأخر من المباراة، وعانق بديله جاكوب رايت (18 عاما) أثناء خروجه من الملعب. ويتراجع سيتي بفارق نقطة واحدة خلف ليفربول المتصدر ويتقدم بنقطة واحدة على أرسنال الثالث بعد 27 مباراة في الدوري في صراع محتدم على اللقب هذا الموسم. وفي المسابقة ذاتها، لعب ريال مدريد الإسباني بالنار لكنه تمكن من الصمود في وجه هجوم رازن بال شبورت لايبزيغ الألماني لينتزع التعادل 1-1 في مباراة الإياب، ليبلغ دور الثمانية بفوزه 2-1 في مجموع المباراتين.
ويمكن القول إن لايبزيغ كان الفريق الأفضل وأهدر العديد من الفرص الجيدة لكن ريال مدريد زاد من إيقاعه في الشوط الثاني وقام في النهاية بما يكفي لضمان التأهل للدور التالي على الرغم من إهدار منافسه للعديد من الفرص. وفي سعيه للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة 15، سجل “المرينغي” أول أهدافه في اللقاء عبر تسديدة البرازيلي فينيسيوس جونيور من هجمة مرتدة في الدقيقة 65.
لكن لايبزيغ سجل هدف التعادل بعدها بثلاث دقائق بضربة رأس من ويلي أوربان ليدفع المباراة نحو دقائق أخيرة متوترة تضمنت تسديدة ارتطمت بالعارضة من داني أولمو. ومع شعوره بثقل حجم التوقعات، إذ خرج ريال مدريد من دور 16 مرتين فقط في آخر 14 عاما بينما فاز باللقب خمس مرات خلال نفس الفترة، بدأ فريق كارلو أنشيلوتي المباراة بحذر.
وصنع الفريق أقل قدر من الفرص في الشوط الأول في أي مباراة هذا الموسم في جميع المسابقات، وبدا أن لايبزيغ هو الأكثر قربا من التسجيل. وأهدر أوربان هدفين في الشوط الثاني إذ سدد كرة بعيدة عن المرمى
في وقت كان ينبغي له أن يجبر الحارس أندريه لونين على التحرك نحو الكرة على الأقل لإبعادها. وفي الشوط الثاني، حل رودريغو بديلا لإدواردو كامافينغا، ليصبح لدى ريال مدريد فجأة رغبة أكبر. وبدا أن ريال مدريد قد حسم التعادل عندما انتزع توني كروس الكرة ومررها إلى جود بيلينغهام في منتصف الملعب، الذي اندفع بالكرة إلى منطقة جزاء لايبزيغ.
ومرر بيلينغهام إلى فينيسيوس، الذي اندفع بالكرة من يسار منطقة الجزاء صوب الداخل قبل أن يسدد في الزاوية اليسرى للمرمى. لكن يبدو أن ذلك أشعل حماس لايبزيغ، الذي أدرك التعادل في غضون ثلاث دقائق عندما تقدم أوربان على رقيبه ناتشو ليسجل بضربة رأس غيرت مسارها إثر تمريرة عرضية من ديفيد راوم.
وفي آخر 20 دقيقة من اللقاء والتي شهدت إشهار العديد من البطاقات الصفراء، كان ريال مدريد يلعب بالنار وكان تحت ضغط متكرر داخل منطقة جزاء الفريق حيث اضطر حارس المرمى لونين، الذي أنقذ ريال مدريد بالفعل في مباراة الذهاب، إلى التصدي للعديد من التسديدات الحاسمة. وكاد لايبزيغ يأخذ المباراة نحو وقت إضافي عندما رأى داني أولمو تسديدته ترتد من العارضة في الوقت الإضافي. وفي نهاية المطاف، فعل ريال ما يكفي للتأهل إلى دور الثمانية مرة أخرى.
وقال ناتشو فيرنانديز قائد ريال مدريد "من الواضح أننا أصبحنا نعلم أنها لم تكن أفضل مباراة لنا هذا الموسم". وأضاف “في بعض الأحيان تكون لديك مباريات سيئة وهذا هو الحال في تلك الأمسية. بدا الأمر مثيرا بسبب الطريقة التي لعبنا بها ولكن ما يهم حقا هو أننا تأهلنا لدور الثمانية. فليكن هذا درسا لما هو قادم".
وإلى جانب مانشستير سيتي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني، تأهل الثلاثاء إلى دور الثمانية، كل من باريس سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني، في انتظار بقية الفرق التي ستلتحق بهم في المباريات التي ستقام الأسبوع القادم.