أعلن محافظ تعز نبيل شمسان فتح طريق عقبة منيف الحوبان لرفع الحصار عن تعز، وردت سلطات صنعاء بفتح طريق الخمسين مرورا بالستين مدينة النور، وكل واحد فتح له طريق في الجهة التي يسيطر عليها.. والمواطنون المحاصرون الغلابا في تعز يهتفون فرحا واستبشارا بهذا الانفراج،اعلام كل طرف يطبل لهذه الانتصارات التي جعلت المواطن البسيط يجهز نفسه ويستعد للسفر إلى الحوبان بدقائق بدلا من الساعات والجهد والمال التي كان يتكلفها عند السفر.
بدأ الناس بصناعة الاحلام والامنيات لزيارات أقاربهم واهلهم في الجهات المشطرة للمدينة الحالمة منذ سنوات،والامل والبسمة ترتسم على محياهم في إيصال المواد الى المدينة بأقل التكاليف.... وايقاف مشقات اسفارهم عبر الجبال والملتويات والهيج..
بدأ النقاش يسود المجتمع التعزي؛ فالمحاصرون في المدينة يرون ضرورة التوجه إلى الحوبان من طريق عقبة منيف،والمواطنون بالحوبان يرون ضرورة الدخول الى المدينة من شارع الخمسين وبالأخير لا المواطنون المحاصرون يستطيعون الخروج من المدينة عن طريق عقبة منيف المفتوحة من قبل سلطات تعز المدينة، لأنها مغلقة من طرف سلطات صنعاء ولا المسافرون والناقلات بالحوبان تستطيع الدخول إلى المدينة المحاصرة عن طريق الخمسين ومدينة النور لأنها مغلقة من جهة سلطات تعز المدينة..
وبالأخير ونتيجة إفلاس السلطات كل سلطة تريد فتح الطريق التي تتناسب مع خططها وأهدافها الإعلامية والعسكرية،دون اتفاق مسبق وواقعي بين الجانبين، وكل واحد يبحث عن انجازات إعلامية وقرع الطبول الفارغة في زمن انكشاف الجميع أمام الرأي العام، وأصبح المواطن البسيط من خلال الخبرات السابقة يدرك أن تلك الطبول الإعلامية تدق للمزايدات وصناعة الاوهام، وتحقيق منجزات إعلامية مفضوحة ليس إلا.
سئم الناس في تعز وكل اليمن المزايدات التي لم تعد مجدية، فهم يريدون أن يروا طحينا لا جعجعة، يريدون أن يروا جدار الفصل العنصري العازل قد دك في طريق الحوبان تعز، يريدون للطرابيل أن تقطع وترمى من الطرق المحاذية، ومن المستحيل أن يغامر حكام الواقع في الجانبين بمصالحهم التي تحقق لهم أرباحا يومية لم يكونوا يحلمون بها، ففتح الطرقات عن المدن اليمنية المحاصرة وخصوصا تعز يحتاج إلى قيادات وطنية صادقة ومخلصة تشعر بمعانات الناس وبهمومهم ووضعهم الاقتصادي المزري،وليس مجموعة تجار اتخذوا من معانات الناس وافقارهم وسيلة للثراء الطفري وتمكينهم من اغتصاب سلطات الشعب في زمن الحرب والحصار....والدهر فقيه