بقلم/ د. أنور الصوفي
خرجت بعد صلاة الفجر باتجاه محل بيع الدجاج، ولكن صاحبي أحرجني وقال: مارأيك نشتري لنا اليوم لحمة فاليوم جمعة؟ بالصراحة أحرجني، وأنا ما عندي إلا قيمة نص حبة دجاج، فقلت له: يا أخي العليمي ونوابه، وبن مبارك ووزراؤه في عدن سنترك لهم اللحمة هذا الأسبوع الجماعة ضيوف، ونحن بانشل لنا دجاجة، وبررت له قائلًا: الدجاج لحمها صحي، وأعطيته من هذا الكلام المستهلك.
المهم اتخارجت من صاحبي، وأقنعته بأن الجماعة ضيوف، وسنترك لهم اللحم هذا الأسبوع، ولكنه قال متوعدًا: لكن الأسبوع القادم والله ما عاد نخليه لهم، فطمنته، وقلت له: هذا إذا أكملوا معنا هذا الأسبوع ففيهم الخير، بالصراحة بعد وعيد صاحبي قررت أن أصلي الفجر في البيت، مافيش داعي للإحراج.
روحت حاملًا النص حبة الدجاج، وكأنني أحمل كأس العالم، وكانت الغربان تجول فوقي، وخاطبتها قائلًا: والله لو شليتوها ما أخليها لكم، وسأطير في الجو بعدكم، عادكم تشتوا تأخذوا علينا النص حبة الدجاج.
روحت البيت وحطيت النص دجاجة فوق الحوض على اعتبار أنني سأعود لإدخالها الثلاجة، ولكن من شدة الخبطة حق صاحبي عندما أحرجني، دخلت لأنام وتذكرت بعد نص ساعة النص الحبة الدجاج، وخرجت مسرعًا، إلا والعري يتعرشها فوق الجدار، تمنيت ساعتها لو معي صاروخ من حق الحوثي التي يضرب بها السفن، لأضرب بها هذا العري اللص الذي سرق مني لحمة هذا الأسبوع، وساعتها هممت لأضربه بما تبقى من العصا التي نلت بها من الحنش، ولكن لم تسعفني يدي لأنها مازالت تؤلمني بسبب التمزق الذي تسبب به الحنش.
أخيرًا الذي معه رقم بن مبارك يقول له: إننا في الجامعات الحكومية بلا تطبيب وما نستطيع نتعالج، وقولوا له نشتي الراتب على شان نشل لنا نص حبة دجاج الجمعة القادمة، والله لا ألحق العري خيرًا صليت الجمعة وأنا أدعو عليه، فقد سرق أغلى شيء عندي يوم الجمعة، واتغدينا على مرقة ماجي، بعدما طار النص الحبة الدجاج.