مقال لـ صالح علي الدويل باراس: القوات الجنوبية وتصحيح النمطية المغلوطة عن الارهاب
تاريخ النشر: السبت 19 اغسطس 2023
- الساعة:22:05:11 - متابعات _ الناقد برس
الجنوب لايخلو من متطرفين وارهابيين لكنه لم يكن من محطات تزويد حرب افغانستان بالجهاديين وكانت فرصة لنظام صنعاء بعد الوحدة فجمعت المتناقضات لتصنيفه بما يتلاءم ومصلحتها في عزله الا من خلال مؤسساتها فسوقته عالميا واقليميا بين نمطيتين : انه شيوعي ماركسي وماتزال هذه التهمة حتى الان تجد من ينفخ رمادها ثم انه منبع وملاذ للارهاب وان له حواضن جنوبية تحميه ذات تضاريس وعرة وعصيّة قبليا تدافع عنه وانه ينتشر منها ويسيطر على بعض المدن في الجنوب فتخرجه الدولة بالقوة لكنه يلجأ لتلك الحواضن العصية في تضاريسها وقوة شكيمة رجالها وولاؤهم للفكر المتطرف الذي لا قدرة للدولة عليه
هكذا كان تسويق وتنميط الجنوب او مناطق منه في الاقبية الامنية والسياسية الدولية والاقليمية ذات العلاقة بالحرب العالمية على الارهاب وللتأكيد يتركون للارهاب حرية خطف اجانب واللجوء بهم الى تلك التضاريس لتاكيد حقيقة ارهابيتها بعد ان صنفوها دوليا بانها خطره امنيا
الارهاب من تداعيات الحرب الافغانية وآخر معركة فاصلة في الحرب الباردة ، فساد اعتقاد لدى الجهاديين العرب بتحريض من جهاديي اليمن ان الجنوب نسخة جهادية ثانية من بلاد الافغان في تلاقٍ بين استراتيجتي الاخوان وعفاش في استثمار ظاهرة الجهاديين الذين اعتقدوا انهم يختارون للدول الكبرى مجالات حربها ونوعها ويحددون لها اعداءها فاستقطبتهم صنعاء التي كانت من ابرز محطات تمويل حرب افغانستان بالجهاديين قبل حرب 1994 واستخدمتهم ضد الجنوب بشهادات قادة جهاديين لكن على قول اخواننا في الشام " حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر" فقد كان للحلفاء الكبار للجهاديين في حرب افغانستان حرب اخرى اسموها حرب الارهاب فتحوّل معظم الجهاديين فيها من حلفاء الى اعداء
جاءت "سهام الشرق" و "سيوف حوس" لصالح الحواضن القبلية لتخلصها من تنميط خبيث وضعتها صنعاء واحزابها وطرفيتها فيه فهي واجب وطني جنوبي تقوم القوات الجنوبية لتثبت للعالم زيف الترويج عن الحواضن الارهابية العصية في الجنوب ، واثبات ان الارهاب مشروع واداة سياسية وامنية تديرها صنعاء في تلك الحواضن النائية ذات التضاريس الصعبة للامساك بالجنوب
الحملات الحالية سهام الشرق وسيوف حوس ليست كعمليات تدوير الارهاب التي ظلت سمة العمليات التي تقوم بها صنعاء في شراكتها الدولية لمحاربة الارهاب خلال الثلاثة عقود الماضية لذا فانه يشد الارهاب الرحال من الوديان والشعاب التي ظل يستوطنها بامن وامان خلال الفترة العفاشية لمحاربته وهو ما اعترف به من شككوا في الحملتين لانهم يعلمون انهم امام حرب لتطهير الجنوب منه وليس تدوير الارهاب فيه.
وقفت الحواضن القبلية ضد كل الادعاءات والتلفيقات التي ضجّوا بها في الفضاء الاليكتروني تشنّجنا وترويجا ضد الحملتين فقد اكتشفت الحواضن مدى التضليل الذي مورس عليهم ليقفوا ضد الحملات لمصالح نخب لايهمها الآثار الضارة على تلك التجمعات القبلية خاصة في محافظتي شبوة وابين اللتين تشهدان عمليات ضد الارهاب وعمليات ارهابية ضد القوات الجنوبية التي تحاربه فتنبّهت القبائل لضرةرة تصفير حواضنها من تهم التعاون مع الارهاب والتستر عليه وانها امام مفترق طرق فاما ان تكون سلبية متغاضية مع الارهاب ولن يعفيها ذلك من آثار الحرب او تستشعر اهميتها لمصلحتها فتتحمل مسؤليتها وتكون جزء من جهود مكافحته
ان مسؤولية القوات الجنوبية في محاربة الارهاب يجب حصرها في الجنوب اما الشمال فان العالم يعرف الجهات التي ظلت تقدّم نفسها شريكا دوليا في محاربته وآخرها الحوثي الذي غزا عدن عام 2015 بحجة محاربة الدواعش والقاعدة بينما يتعايش معها في مناطقه ولذا ينبغي ان لا يتجاوز الجنوبيون حدودهم لانهم سيجدون امامهم في الشمال جبهة واحدة تحاربهم يجتمع فيها الداعشي والقاعدي والحوثي والعفاشي والسلفي والاخواني والنهضوي والقبيلي والدوشان ولو ارتكبوا الخطا بالحرب في الشمال فسيجدون صحة قول اخواننا في الشام بان " حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر".