كتب / صالح الضالعي
الهالك ( عفاش) يصعد على المنبر في ميدان السبعين بصنعاء في يوم السابع والعشرين 1994م ،متنمرا وبصورته المفجعة وكأنه مخمرا أو محششا وبصوته الزيدي غير المحبب أعلن حربه على الجنوب وأهله، للتحرك قواته العسكرية الهمجية في عمران اليمنية والغادرة لقوات اللواء الثالث جنوبي ، إذ يروي جنودنا بأن قوات صنعاء هاجمتهم أثناء تناول وجبة الغداء وأثناء تواجد اللجنة العسكرية المشكلة بفض التوترات العسكرية بين الجانبين.
يروي الضابط الجنوبي (ع ،م، أ) تلك الحادثة القذرة التي طالتهم بقوله : كان لواءنا الثالث مدرع جنوبي في وضع جاهزية قصوى قبل اندلاع المعركة بأيام ، ولكننا فوجئنا بتعزيزات كبيرة جدا قادمة من صنعاء قدرت بالفين فرد معززين باحدث الأسلحة العسكرية وكإضافة للواء الاول مدرع شمالي الذي تقدر قوته بالف وخمسمائة مابين جندي وصف وضابط ، واضاف : بينما قوة القوة الفعلية للواءنا تقدر ب( 450) مابين مجند وجندي وصف وضابط.
وأشار حينما قدمنا إلى عمران اليمنية اوهمونا بان القبائل هناك جلها تابعة ومؤيدة لنا وبهذا الحال وثقنا بهم وتم تجنيد منهم بحوالي (300) فرد ، وتابع بأن اللواء وضع في مكان غير صحيح إذ تم الاعتراض ولكن لم يسمع لاعتراضهم ،بمعنى أوضح بأن اللواء وضع بجانب اللواء الشمالي وعلى أرض سطحية محاطة بالجبال من كل جانب ، واردف قائلا : طلبنا أن نحتل بعض التباب والتمركز فيها احتياطا لاي هجوم من قبل القبائل إلا أن هذا ايضا لم يستجاب لنا.
وعن الهجوم المباغت من قبل قوات الاحتلال اليمني على اللواء الثالث مدرع جنوبي قال الضابط الجنوبي : كما اسلفت سالف الحديث بأننا كنا على أهبة الاستعداد الأقصى لمواجهة أي هجوم ايا كان قوته وعلى استعداد لإسقاط عمران خلال دقائق ولكن الغدر الشمالي المعهود لعب لعبته ، إذ تم الانقضاض علينا أثناء تناولنا وجبة الغداء وأثناء تواجد اللجنة العسكرية الخاصة بفض التوترات العسكرية التي شكلت من قبل القيادتين السياسية والعسكرية والتي هى الأخرى كان لها الأثر الأكبر في هزيمتنا بعد تطميننا بأن اتفاقا جرى توقيعه يقضي بالتهدئة وبتواجد السفير الفرنسي في صنعاء.
واستطرد الضابط الجنوبي بأن القوات الشمالية استخدمت الدبابات والمدفعية والاربيجبات أثناء عملية الهجوم على اللواء ومع ذلك تمتكن أفراد وضباط اللواء الثالث مدرع جنوبي بأنها اللواء الاول مدرع شمالي خلال عشرين دقيقة وبسط السيطرة عليه تماما.
مؤكدا بأن الهزيمة أتت من اولئك الذين كنا نحسبهم بأنهم معنا اي القبائل وأبناؤها الذين تم تجنيدهم في اللواء إذ قاموا بضرب مخازن السلاح التابع له ،ومع اشتداد المعارك مع القبائل والجنود الذين اتخذوا من الجبال مكانا آمنا لضرب اللواء وتدمير الدبابات التي كانت هى الأخرى بحاجة إلى تزويدها بالقذائف بعد عملية ضرب المستودعات الخاصة في اللواء – وافاد بأن أفراد وصف وضباط اللواء الثالث مدرع جنوبي ابتلوا بلاء حسنا ذلك في استمرارهم بالقتال رغم نفاذ الذخائر والى حوالي الساعة الخامسة مابعد العصر وبعد جولات وصولات عسكرية مع جند المحتل اليمني الذي استطاع اختراق اللواء عبر أبناء القبائل ليبلوغهم بأن ذخائرنا تم استنفادها تماما وان الاوان لاقتحام مقر اللواء وعلى ضؤها رأينا القبائل والجنود الشماليين ينزلوا من الجبال كالجراد ومن كل حدب وصوب ، فاسروا من أسروا واستطاع الكثير من جنودنا الفرار إلى الجوف ومن ثم العودة إلى الجنوب عبر طرق رملية .
ومضى بأن الهزيمة تمثلت بالمندسين اولا ،وثانيا بالغدر والخيانة ،وثالثا هطول المطر الذي أثر عليهم تأثيرا كبيرا كونهم لم يرتدوا الملابس الخاصة التي صرفت لهم بينما الطرف الآخر كانت كل الوسائل المتاحة لديه كونه على علم بالعملية الهجومية القذرة التي طالتهم.
واختتم حديثه بالقول: حينما سيطرنا على مقر اللواء الاول مدرع شمالي وتم القضاء عليه قضاء نهائيا بعد أن دمرنا جميع الدبابات والأسلحة الخاصة فيه بعد عشرين دقيقة من القتال معهم ، تم ابلاغ القيادة بأن الذخائر انتهت علينا بعد تدمير المستودعات وأننا بحاجة إلى تعزيز ناري ( طيران ) – مؤكدا بأن الاستجابة كانت تؤكد بأن الطيران الجنوبي سيتشن غارات جوية على مواقع القبائل والجند المتحصنين في الجبال والعوامل المحيطة باللواء كانت سببافي الهزيمة .