هنالك حقائق وبديهيات ثابتة ، تمثل بسملة العبور الى ارضية سلام صلبة ، وبدونها لن نبالغ ان قلنا ان المشتغلين في جهود السلام من الاشقاء والاصدقاء والامم المتحدة ومبعوثها ومساعديه سيجدون انفسهم وفي لحظة حرجة، امام بنى تحتية لحروب قادمة بنوها بأيديهم .
هذه الحقائق والمسلمات هي خلاصة شروط ذات السلام المنشود، وابرزها الاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره، لإنهاء الصراع والتوصل إلى حل مستدام في المنطقة برمتها، وهنا ينبغي الإشارة إن انهر الدماء التي سالت بسخاء وغزارة في ساحات وميادين الجنوب السلمية والعسكرية القتالية ، قد صاغت شروط السلام ، ومحت والى الابد المشاريع المنتقصة وقررت مصير الجنوب وحددت المستقبل الذي يجب ان يعيش فيه شعبنا بدولته المستقلة كاملة السيادة .
يعلم الاشقاء الذين شاركونا حرب التصدي للميشيات الحوثية وتحرير وتطهير الجنوب من التنظيمات الارهابية وقواها اليمنية الداعمة على مدى ثمان سنوات ونيف من الحرب ، ان الفداء للجنوب هو إختيارنا الاول ولاخير ، وان هدف إستعادة دولته كاملة السيادة هو مبتدأ ومنتهى الحياة ، وبالتالي هو مفتاح السلام والحرب، ودون شك ان الهيئات الدولية وعلى راسها الامم المتحدة ومن خلال جهودها في احلال السلام وسبر اغوار الحرب واسبابها ، وإنطلاقا من قرارات دولية صادرة عن مجلس الامن اثناء احتلال الجنوب في صيف 1994 م قد ادركت هذا المعطى الثابت والمسلم به ، وهي بالتالي على يقين تام ، بأن أي تجاهل بحق قضية الجنوب سيؤسس، بشكل مباشر أو غير مباشر، لحرب شاملة، ومدمرة تتجاوز آثارها وتبعاتها البعد الوطني .
إن أي تجاوز لقضية الجنوب وحق شعبه في إستعادة دولته ، لن يكون مقابلها إلا الحرب، والجنوب شعب وقوات مسلحة دون هذا الحق اهل للحرب وفي سبيل تحقيق سلام حقيقي تقوم اعمدته على إستعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة ، فالحرب التي تعكف الاطراف الدولية والاقليمية على مقاربة معجزة لوقفها ، بدئا بوقف نيرانها وصولا الى حل شامل ، هي في الاساس شنت على الجنوب وكانت إمتداد لحرب سابقة أجتيح بها الجنوب وأحتل بفتوى جهادية تكفيرية انهت والى الابد عقد ” الوحدة ” بين الدولتين ، جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية وتحول الجنوب الى دولة محتلة بإسم الوحدة وشعارات الدم والموت تارة ، وبإسم الدين وشعاراته المنحرفة المتطرفة تارة أخرى، وإنطلاقا من هذه الحقيقة ، فإن السلام المرتجى هو الاستجابة الفورية لحق شعب الجنوب في إستعادة دولته الفيدرالية كاملة السيادة وعلى حدود ما قبل مايو 1990 م .
إن التشديد على ثوابت الجنوب وإستحقاقات شعبه من الحرب والسلام على حد سواء ، يجب ان تكون محط إصغاء الاطراف الدولية والاقليمية التي تتهيأ لدفع صيغة سلام شاملة، إن كانت حقا تريد سلام ، كما انه رسالة مكررة وتذكير دائم الى شعبنا في الداخل والخارج ، مفادها نكون او لا نكون ” فالمرحلة تستحثنا اكثر من اي وقت مضى، الى مضاعفة تعزيز التلاحم الوطني الجنوبي ، وتوثيق عرى الإصطفاف والإلتفاف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي يقود في الساحتين الاقليمية والدولية معركة وطنية جنوبية مصيرية فارقة.