كتب / هاشم البكري
ُُمُنذ تأسيس المجلس الإنتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُّبيدي وبتفويض شعبي في ٤/مايو/٢٠١٧م وحتى هذة اللحظة ، والإنتقالي لازال يقدم التنازلات الواحده تلو الأخرى ، إحلالاً للسلام العادل وإيماناً بالقضية التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء .
ففي ٢٨/اغسطس/٢٠١٩م تفاجأ الجنوبيين بحرب إعلامية شنتها قناة العربية الحدث ، وفي ٢٠٢٠ خرجت النخبة الشبوانية من شبوة بأمر من التحالف بعودة النخبة إلى مَشارف شُقرة وتحدث الرئيس عيدروس بن قاسم الزُّبيدي وقال إننا لن نُحمل
المسؤوليه غيرنا ولن نتهم جهات داخليه أو خارجيه بأنها خذلتنا كما تعمل ذلك الحكومة اليمنية بل إننا قادرين على عودة النخبة الشبوانية أكثر قدرة على التصدي لجحافل الإرهاب ،
وفي وقتٍ ليس ببعيد كانت قوات العمالقه المرابطة في المخاء على وشك السيطرة على ميناء الحديدة ثم أتت أوامر من التحالف بوقف الحرب والعودة إلى الخلف ، وعند إعلان الإدارة الذاتية في ٢٠٢٠/إبريل/٢٥م فرضت المملكة على الإنتقالي والشعب في الجنوب التخلي عنها والدخول بحكومة مناصفه .
وبِما أن الإنتقالي هو مكون سياسي حامل للقضية الجنوبية بتفويض شعبي تنطوي تحت مظلته جميع المكونات والأحزاب الجنوبية المُؤمْنة بإستعادة الدولة الجنوبية ، فإن على الإنتقالي مسؤولية وطنية أمام اللَّه ثم الشعب ، على أساس فرض سلطة الأمر الواقع على كافة الأراضي الجنوبيه ، واستيعاب المرحله ومتغيراتها بالتحضير للعمل الأكثر جديه وضرورة تمثيل الجنوب في الحل النهائي للأزمة اليمنية ووقف سلسلة التنازلات ، وفرض قرارات شجاعة وتاريخية تمهيداً لإستعادة الدولة ، فالوضع لا يَحتمل المزيد من التنازلات ولا المجاملات على حساب من يتضورون جوعاً في المتارس والخنادق وذلك لإرضاء من لا يُميزون عدوهم مِن صديقهم .
يعيش الشعب في الجنوب حالة غليان تِجاه ما يقوم به العليمي من تصريحات مستفزة للشارع الجنوبي ولدماء الشهداء الذينَ سقطوا تحت راية الجنوب ، فيما يتخوف البعض ايضاً بأن العليمي يعمل جاهداً إلى شراء الذمم وتغذية العناصر الخبيثة لتفعيل العنصرية النتنه ولإشعال نار الفتنه بين أوساط الجنوبيين ، حيث يعمل العليمي التابع للمؤتمر الشعبي العام على هزّ ثقة المواطنين بالإنتقالي من خلال إفشال ما نص عليه اتفاق الرياض ، إضافه إلى أن عمل الحكومة في العاصمة عدن بات غير مقبول كونها هي الأخرى فشلت في توفير الخدمات الضروريه وذلك من أجل تحويل التفويض الشعبي الذي منحه الشعب للإنتقالي إلى غضب شعبي نتيجة للفقر والجوع والمرض ، وتردي الخدمات ، وارتفاع العملات ، وتدفق النازحين ، وكل ذلك عمل مُمنهج يهدف إلى ضرب الجنوب سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واعلامياً .
لهذا فإن عمل الإنتقالي على مستوى المَحافل الدولية ، إذ لم تتبعه انتفاضة شعبية تَضُم جميع أطياف الجنوب بتشكيلاته العسكرية والأمنية القديمة والجديدة ، فلن تقوم لنا قائمة.
فقد حان الوقت بأن يقول الشعب كلمته وأن ينتصر لقضيته دون شروط تملى عليه ولا قيود تُلزمه ، ولهذا لا نطالب بإنطلاق ثورة كونها انطلقت في ٢٠٠٧ ، ولا ندعوا لتصحيح مسار الثورة لأنها لم تنحرف عن مسارها ، ولكننا نقول على الشعب أن ينتفض لإنتزاع حقهُ المسلوب وفض الشراكه عن حكومة المناصفة وتشكيل حكومة جنوبية مصغرة لإدارة موارد الجنوب ، ولتحرير ما تبقى من الوادي والمهرة ، ولتخفيف الضغط الذي لازال يُمارس على قيادتنا حتى اللحظة ، مع الإحتفاظ بالإنجازات والمكاسب التي وصلنا إليها ، فالحقوق تُنتزع ولا تُهب ، وما أُخِذَ بالقوة لن يَسْترِدهُ القلم .
وعلى الصعيد الخارجي يُتابع العالم ما يحصل من تقاربات واِتفاقات ورسائل تحمل السلام والإستقرار للمنطقة بُرّمَتها ، وعلى مستوى الداخل ايضاً فقد شاهد الجنوبيين الإتفاقات الأخيرة التي ترعاها الصين كَوسيط لإحلال السلام وفتح السفارات وإعادة العلاقات بين البلدين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية ، على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخليه .
الجدير بالذِكر إن المجلس الإنتقالي الجنوبي رحب بالإتفاقات السعودية الايرانية .
فهل ستكون نتائج الإتفاقات السعودية الإيرانية لصالح القضية الجنوبية أما إن المملكة تسعى لخِذلان الشعب في الجنوب الذي كان ولازال الحليف الصادق لها عكس من هم في اليمن الشمالي ؟