© ما وراء التصعيد الإرهابي ضد القوات الجنوبية في محافظة أبين؟
تاريخ النشر: الخميس 29 ديسمبر 2022
- الساعة:15:11:19 - متابعات _ الناقد برس
إذا ما عدنا قليلا للخلف… سنجد أنه في أعقاب سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مقاليد الحكـم في عدد من الدول العربية بما فيها اليمن،فتح ذلك الطريق أمام الجماعات الإرهابية المتسربلة بالدين للظهور مجدداً ولكن بشكل أكثر حدة ودموية على الساحتين الوطنية والإقليمية خصوصا بعد الدعم الذي تلقته هذه الجماعات من جانب أطراف إقليمية تستغلها لبسط نفوذها في المنطقة.
وتصاعد نفوذ تنظيمي القاعدة وداعش بشكل لافت في جنوب اليمن، تنفيذا لخطط وتهديد نظام 7/7 “أن تكون هذه الجماعات البديل للوحدة”.
تزايد الأعمال الارهابية للقاعدة مؤخرا في محافظة أبين كان متوقعا،بعد الضربات القوية والموجعة التي وجهتها القوات الجنوبية لمعاقل تنظيم القاعدة وافقدته القدرة على المواجهة،ويمكن اعتبار انتهاج التنظيم لحرب العبوات محاولة لاستنزاف القوات الجنوبية وإثبات حضور لتواجد التنظيم في هذه المنطقة.
لا غرابة أن يسعى تنظيم القاعدة إلى محاولة جعل جغرافيا (مودية، عومران والمحفد) ساحة لاستهداف واستنزاف القوات الجنوبية…فقد كانت هذه المنطقة قبل أشهر قليلة، المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في اليمن وشبه جزيرة العرب في حين كانتا محافظتا البيضاء ومأرب ووادي حضرموت منطلقا لهذه الجماعات.
مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف القوات الجنوبية تحتاج إلى عمل استخباراتي نشط ومرن ومكثف لمراقبة وملاحقة عناصر القاعدة…كما تتطلب تعاون مجتمعي فعال للابلاغ والكشف عن تحركات وأنشطة عناصر التنظيم والتعامل معها لابطال جرائمهم قبل وقوعها.
هناك تخادم مستمر بين جماعات القاعدة وداعش مع كل من الإخونج والحوثيين نظرا لتقاطع مصالح وافكار كل هذه الجماعات الإرهابية المتطرفه والمعادية لكل ما هو جنوبي الهوى والهوية.لقد رأينا هذا التخادم والتناغم بوضوح ليس فقط في أبين بل وفي شبوة وحضرموت وعدن.
لذلك من المهم للقوات الجنوبية ولشعب الجنوب وعلى رأسه الانتقالي رفع مستوى اليقظة القتالية والأمنية والسياسية. ومن المهم للتحالف العربي والمجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لهذه القوات التي تخوض حربا مستمرة ضد الجماعات الإرهابية المهددة للأمن والسلم والمصالح الاقليمية والدولية.
هذا يقتضي أن يحزم مجلس القيادة الرئاسي أمره بقرارات واجراءات حاسمة وصريحة للاستجابة للمطالب الشعبية الجنوبية التي تتوافق ايضا مع اتفاق ومشاورات الرياض ومتطلبات تعزيز الأمن والاستقراروالاستعداد للتعامل مع الحوثيين سلما أم حربا، سيما بعد رفض الحوثيين لتجديد الهدنة الأممية وتهديدهم واستهدافهم للمنشآت النفطية الجنوبية.
* ملخص مقالتي التحليلية لبوابة “المشهد العربي “