القيادة ليست حكرا على أحد يهبها الله لمن يشاء من عباده كلا في مجاله ، تختلف من شخص لآخر بحسب انتمائاته وتوجهاته وولائاته برؤى واضحة وأهداف منشودة ، من صفاتها : الذكاء والمعرفة بأصول الحديث والقدرة على الإقناع والمسوؤلية والثقة والمهارة والقوة والقدرة على السيطرة والتأثير والتواضع والفكر الإيجابي والتغيير والتواصل ، ولكن للأسف الشديد قل ما نجد قادة يتمتعون بتلك الصفات ، فهذا من أجل الجاه وذاك من أجل المال وآخر من أجل الشهرة ، والقليلون هم من يتغمسونها حبا ، ما يحيرني ويدهشني قادتنا اليوم يلهثون وراء المسؤولية ويتناسون هدفهم السامي والذي اتخذوا منه سلما للوصول إلى مآربهم الدفينة ، استغلوا وضعنا المزري الممزوج بغباء وسذاجة شعبنا الذي انهكته المآسي والأحداث المتسارعة والصراعات المتتالية ، بات لا يقوى على التمييز وإدراك الحقائق ، فكان من السهل استقطابه من بعض القادة بشعارات زآئفة ، ولكن سرعان ما يكون لمثل هؤلاء كيانات سياسية ولقاءات ومنتديات وهلم جرة ، والمؤسف والمخزي أن يجدوا لهم حاضنة في حكومتنا الموقرة ناهيك عن أعمالهم الخارجة عن القانون ، والعكس من ذلك الشرفاء والمخلصين يطال عليهم التهميش والإقصاء من قبل حكامنا الأجلاء .
جلال مقطع. أحد قادة المقاومة الجنوبية ، صال وجال في ميادين الشرف والبطولة ، كان ولايزال أحد الرجال الميامين في ساحات القتال ، أفنى جل عمره في خدمه وطنه بمحض إرادته المنبثقة من ولائه الوطني ، اسمه ذاع صيته في أرجاء المعمورة ، رجل قل ما تجد مثله في هذا الزمان ، مواقفه البطولية إمتلأت منها المجلدات ، وأفعاله الخيرية أغرقت القرى والمدن ، فيه من الصفات أسماها ومن المزايا أعلاها ومن المحاسن أنقاها ومن المكارم أجودها ، ينظر إلى المستقبل بعين ثاقبة ، بالرغم من التنازلات المتلاحقة من قبل قيادات تدعي الوصاية على القضية الجنوبية تقف ورآئها تيارات سياسية هي من تسيرها وفقا لإستراتيجيتها الحزبية التي تأجج الصراع الداخلي وتثير الفتنة بين أبناء الجنوب ، ولكن لم يزده ذلك إلا ثباتا وإصرارا في المضي قدما حتى النهاية ، ، فلمثل هذا القائد ترفع له القبعات إجلالا وتقديرا لمواقفه الرجولية ، ما أحوجنا لمثل هذه القيادات التي لم يبقى منها إلا القليل في زمن الإندثار والإنقراض بسبب المصالح المشتركة والولائات الحزبية ، الثقة باتت شبه معدومة في بعض قياداتنا لذا وجب التنبيه وأخذ الحيطة والحذر في إصدار القرارات لأن الغموض سيد المشهد السياسي لم تتضح الصورة بعد ، من هنا أبعثها رسالة لسيدي فخامة الرئيس / عبدربه منصور هادي حفظه الله ورعاه في إمعان النظر تجاه هذا القائد المعطاء الذي يسعى جاهدا إلى لملمة الشمل وتوحيد الصف وإعلاء رآية الحق وإرساء دعائم السلام والإصلاح والتنمية وتوطيد العلاقات بين أبناء الجنوب والمضي قدما نحو البناء والإعمار ، فهذا الرجل يحمل في جعبته الكثير والكثير لا يتسع المقام لذكرها لأنه قائد بحجم وطن من العيار الثقيل ، فالكلمات تنآثرت خجلا ، والعبارات إرتعدت خوفا ، فلم أجد ما يفي في حقه وصفا ، إنحنى له التاريخ إجلالا ، وسطر له في عبقه إرثا ، ستتداوله الأجيال تلو الأجيال خلفا ، عاهدنا الله أن نمضي على دربه قدما .