تزامناً مع احتفالات شعبنا الجنوبي بالذكرى 54 للاستقلال الوطني .. إعلاميو وصحفيو الجنوب يستعدون لعقد مؤتمرهم الأول لتاسيس كيان نقابي جنوبي يضمهم جميعاً دون استثناء " .
ملف متكامل يتناول دواعي تأسيس هذا الكيان الجنوبي وأبعاده وملامحه في عيون مؤسسيه ومنتسبيه "
تقرير د. سالم لعور
العناوين :
ما أبرز المحطات التي مرت بها التحضيرات والاستعدادات لعقد المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين ؟ ومن يقف ورائها ؟
با حشوان : تصور خاطئ وغير صحيح اقتصار المؤتمر على منتسبي الانتقالي لانه مفتوح لكل إعلاميي وصحفيي الجنوب دون استثناء
د. صدام عبدالله : اليوم تم وضع اللبنة الأولى لاستعادة الحق الإعلامي الجنوبي بعد ان سيطر عليه كيان متسلط بعد حرب صيف ١٩٩٤م
د. الحو : ما يجب فعله لتطوير الخطاب الإعلامي، إنه يتطلب بناء منظومة من الرموز التي تعزز الانتماء للوطن الجنوبي.
ياسر اليافعي : التحضيرات لتشكيل كيان إعلامي جنوبي بعيدا عن سيطرة قوى النفوذ والفشل والفساد تسير في الاتجاه الصحيح
رشدي بن معيلي : المؤتمر سيسهم في حفظ الحقوق الصحفية والإعلامية وسيحد من عملية التطفل على المهنة في منصات التواصل الاجتماعي
استهلالة :
لأكثر من عقدين ونصف عانى شعبنا الجنوبي الأمرين من ابشع نظام احتلالي جثم على أنفاس شعبنا الجنوبي بجبروته وطغيانه الذي لا يطاق، وكان لصحفيي وإعلاميي الجنوب نصيب الاسد من هذا الجبروت والظلم والقهر والاستبداد والإقصاء والتهميش والقتل والاعتقال والملاحقات ، ورغم كل هذا الطغيان لم يقف صحفيو وإعلاميو الجنوب مكتوفي الأيدي وواجهوا دكتاتورية نظام صنعاء وظلوا متمسكين بمبادئهم وأهدافهم يواجهون عنجهية هذا النظام القمعي بإمكانياتهم المتاحة وكشفوا عورته وفساده الذي شمل كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها رغم أنه عمل على محاربة وتدمير كل ما له علاقة بالجنوب ومؤسساته وتراثه الحضاري وثقافته وهويته ، واستطاع إعلاميو وصحفيو الجنوب إيصال رسالتهم خلال زخم الثورة السلمية الجنوبية للأقليم والعالم اجمع .
وبعد طرد نظام المحتل اليمني خلال تحالفه مع الغزاة الحوثيين من العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية التي وصلت إليها جحافل الغزاة ، وتلقينهم دروساً في معنى الدفاع عن الوطن والدين والعرض وفي سبيل الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية ، استطاع أبناء الجنوب بفضل المقاومة الجنوبية والشعبية بطرد المحتلين وتوحيد صف القوى السياسية وشرائح المجتمع الجنوبي وتاسيس المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض الرئيس الرمز القائد عيدروس الزبيدي ممثلاً لهم في كل المحافل الإقليمية والدولية . . وعودة على بدء فقد بدأ المجلس الانتقالي بالعمل المؤسسي على مستوى هيئاته من قمة الهرم إلى أدناه ، وكان للجانب الإعلامي نصيبه من هذا الاهتمام فتم تشكيل الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي والتي بذلت جهوداً رائعة في ترشيد وتوجيه إعلامنا الجنوبي ليقوم بواجباته على اكمل وجه لخدمة جنوبنا العربي وإيصال قضيته المشروعة وتطلعات وإرادة شعبه بالتحرير والاستقلال واستعادة دولته . . هذا الجهود أثمرت بالدعوة إلى عقد المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين والذي اجتاز مراحل تكوينه الأولى بنجاح كبير كونه أتاح الفرصة لكل إعلاميي وصحفيي الجنوب المؤمنين بعدالة قضيتهم الجنوبية وتطلعات شعبهم إلى استعادة دولة الجنوب ، والبدء في عملية البناء والتنمية وتوفير العدالة والمساواة والحرية والعيش بكرامة في وطننا الجنوبي الذي يتسع للجميع ، شركاء في السلطة والثروة والحكم وفي عمليات التطور والنماء والرقي حاضرا ومستقبلاً . .
وفي هذا التقرير نستعرض لكم ابرز المحطات التي مرت بها التحضيرات والاستعدادات لعقد المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين والتي يقف وراء نجاحها قيادتنا السياسية ممثلة بالقائد الرمز الرئيس عيدروس الزبيدي والهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي واللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين ممن تجشموا عناء السفر إلى سقطرى والمهرة وحضرموت والضالع ولحج وأبين وشبوة وستكون محطتهم الاخيرة عاصمتنا الجنوبية عدن الباسلة وثغر الجنوب الباسم ، والتي ستشهد انعقاد المؤتمر الاول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين أواخر شهر نوفمبر القادم .
نقطة البداية :
عقدت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، يوم الأحد ١١ سبتمبر ٢٠٢٢م، في العاصمة عدن، اجتماعها الدوري برئاسة الأستاذ مختار اليافعي، نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي.
واستعرض الاجتماع مستجدات الأوضاع على الساحة الجنوبية، ودور الإعلام الجنوبي المرتبط بتلك المستجدات ، وكذا التحضيرات الخاصة بعقد مؤتمر الصحافيين والإعلاميين الجنوبيين، مقراً بعد استعراض محضر الاجتماع السابق والمصادقة عليه، اللجنة التحضيرية للمؤتمر والمكونة من ٣٧ عضواً .
الاجتماع الاول التحضيرية المؤتمر:
وتمخض عن الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين المنعقد يوم الاحد ١٨ سبتمبر ٢٠٢٢م والذي جاء برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، انتخاب الدكتور عبدالله الحو رئيسًا للجنة التحضيرية، وعيدروس باحشوان نائبًا لرئيس اللجنة التحضيرية، وصلاح العاقل ناطقًا رسميًا، والدكتورة نوال مكيش مقررًا للجنة التحضيرية، وكذا إقرار اللجان الفرعية الاربع ( الإدارية، العلمية " لجنة إعداد الوثائق "، التنظيمية ، والإعلامية )، وتسمية رؤسائها وترابها وأعضائها، وتحديد المهام .
أهداف المؤتمر :
أوضح الأستاذ مختار اليافعي نائب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، أن مؤتمر الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين المرتقب يمثل “علامة فارقة في تاريخ الإعلام الجنوبي المعاصر، ويهدف إلى التئام الصوت الإعلامي الجنوبي بمختلف توجهاته وأطيافه وأشكال عمله، ليعبّر عن الإرادة الجنوبية الحرة للصحفيين والإعلاميين، في تلبية طموحاتهم في الدفاع عن الكلمة الصادقة، ومعالجة قضاياهم المعيشية، والحقوقية، والإنسانية”.
وأكد اليافعي أن المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين سينبثق عنه كيان نقابي لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في الداخل والخارج، يمثل الكل بدون استثناء.
وقال الدكتور صدام عبدالله المستشار الإعلامي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي، “عانى أبناء الجنوب من تهميش وإقصاء في مختلف الأطر، وساد كيان متسلط استحوذ على كل شيء وأظهر نفسه أمام العالم الخارجي بأنه معبر عن آرائهم، واليوم تم وضع اللبنة الأولى لاستعادة الحق الإعلامي الجنوبي ".
لجنة استشارية :
في اطار اجتماعات رئاسة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الصحفيين الجنوبيين، عقدت اللجنة التحضيرية برئاسة الاستاذ عيدروس باحشوان نائب رئيس اللجنة صباح يوم الاربعاء الموافق ٢١ سبتمبر ٢٠٢٢م في العاصمة عدن اجتماعا لها وتم اقرار اسماء اللجنة الاستشارية لمؤتمر الصحفيين الجنوبيين وتكونت من ١٢ عضواً ، وأقرت اللجنة في اطار اجتماعها تأجيل نزول اللجان للقاء التشاوري للمحافظات حتى يتم استكمال المعايير الخاصة للمشاركين بالمؤتمر التاسيسي، واختتم الاجتماع بتوجيه لجنة إعداد الوثائق بسرعة عقد اجتماعها وإقرار الوثائق الخاصة بالمؤتمر.
اختيار مندوبي المحافظات للمؤتمر :
وعقد صباح يوم السبت الاول من اكتوبر ٢٠٢٢م في المكلا اللقاء التشاوري لإعلاميي وصحفيي حضرموت الساحل بحضور العميد سعيد أحمد المحمدي رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية لانتقالي حضرموت،
وألقي العميد المحمدي رئيس انتقالي حضرموت كلمة أكد فيها أن المجلس الانتقالي يدعم تشكيل كيان نقابي يوحد جهود الصحفيين والإعلاميين ويحمي مصالحهم ويكون قادرا على التصدي للحرب الإعلامية التي تشنها الابواق الإعلامية المعادية.
كما ألقى الدكتور عبدالله الحو رئيس اللجنة التحضيرية كلمة
أشار خلالها إلى ما تعرض له الإعلاميون والصحفيون الجنوبيون من صنوف الاقصاء والتهميش وتعرض المؤسسات الإعلامية الجنوبية الى تدمير ممنهج خلال أكثر من عقدين، مؤكدا على أن المؤتمر المقبل معني بالوقوف أمام سبل معالجة أسباب هذه المعاناة والتهميش والإقصاء وسيعمل على صياغة أسس جديدة لتطوير الحريات الصحفية بما يسهم في تنظيم العمل الصحفي والإعلامي الجنوبي ويرتقي به إلى آفاق رحبة..وفي ختام اللقاء تم التوافق على آلية لاختيار مندوبي المؤتمر العام وتكليف أعضاء اللجنة التحضيرية من محافظة حضرموت باستكمال التشاور واختيار الأعضاء وفق آلية تضمن المشاركة التوافقية والعادلة للمؤسسات والأفراد .
وفي محافظة الضالع عقد صباح يوم الأربعاء ١٢ اكتوبر ٢٠٢٢م اللقاء التشاوري لإعلاميي وصحفيي المحافظة تحت شعار (من أجل إعلام جنوبي حر يساهم في تحقيق أهداف شعب الجنوب).
وفي الجلسة الافتتاحية أكد العميد عبدالله مهدي سعيد رئيس المجلس الانتقالي بمحافظة الضالع أن الإعلام لا يقل أهمية عن المعركة التي يخوضها شعب الجنوب في مواجهة الاعداء، داعيا الصحفيين والإعلاميين إلى بذل المزيد من الجهود وتوحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي في الدفاع عن قضية شعب الجنوب واستعادة المؤسسات الإعلامية الجنوبية والتي ياتي منها تشكيل نقابة الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين.
إلى ذلك ألقى د. صدام عبد الله عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين - رئيس اللجنة الاعلامية كلمة اللجنة الاشرافية أكد فيها أن الضالع رسمت علامات البطولة والتضحية والفداء وقدمت تضحيات جسام ولازالت تقدم في كافة محافظات الجنوب.
وثمن د. صدام الدعم الكبير الذي يقدمه باني نهضة الإعلام الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي الختام تمخض اللقاء التشاوري عن اختيار مندوبي محافظة الضالع إلى المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين في جو سادته روح الوفاق والاتفاق وضمن آلية التوافق والتمثيل العادل لإعلاميي وصحفيي المحافظة.
وعقد يوم الاثنين ١٧ اكتوبر ٢٠٢٢م ، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، اجتماع تشاوري لإعلاميي الوادي والصحراء،وأوضح نصر باغريب عضو لجنة التحضير لمؤتمر الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، أهداف ومهام المؤتمر وما يعول عليه الإعلاميين والصحفيين ليكونوا مظلة وحصنا منيعا للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين بعد سنوات من الإقصاء والتهميش في الأطر الأخرى.
وفي ختام تم التوافق على اختيار مندوبي الصحفيين والإعلاميين لوادي وصحراء حضرموت إلى المؤتمر الاول المقرر انعقاده نهاية شهر نوفمبر القادم بالعاصمة عدن .
وفي مدينة الغيضة بمحافظة المهرة عُقد، يوم الأربعاء ١٩ اكتوبر ٢٠٢٢م ، اللقاء التشاوري للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين في المحافظة، بحضور الدكتور صدام عبدالله مستشار رئيس المجلس الانتقالي، رئيس قطاع الصحافة والإعلام بالهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، والدكتور سالم علي القميري رئيس الهيئة التنفيذية بانتقالي المهرة، تم التصويت بالإجماع على قائمة مندوبي إعلاميي محافظة المهرة للمؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، الذي سيعقد في العاصمة عدن أواخر شهر نوفمبر المقبل .
وفي حوطة لحج عُقد، يوم الخميس ٢٠ اكتوبر ٢٠٢٢، اللقاء التشاوري للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين في المحافظة،
وفي اللقاء القى الدكتور باسم منصور كلمة اشاد خلالها بجهود منتسبي العمل الصحفي والإعلامي الجنوبي من أبناء المحافظة وكل الوطن، ودورهم الوطني المشرف في إيصال الصوت الجنوبي الحر ومطالبه العادلة لكل اصقاع العالم، وكسر الكبت والتعتيم الإعلامي الذي مورس على صوت حملة الأقلام الجنوبيين طيلة عقود، داعياً إعلاميين وصحفيين لحج الى الاستمرار بوتيرة الارتقاء بالاسلوب الإعلامي المتجدد ليواكب الظروف السياسية والعسكرية وآليات العمل الوطني حتى النصر.
والقى اللواء الركن صالح البكري وكيل اول محافظة لحج كلمة نقل فيها تهانيه للقيادة السياسية والاعلاميين بعيد ثورة اكتوبر المجيد، واثنى على الدور الريادي للإعلام الجنوبي مباركاً الوصول الى مرحلة التأسيس لمؤتمر جنوبي للإعلاميين والصحفيين الجنوب، يستطيعون من خلاله استعادة حقوقهم وإيصال قضية شعبنا الجنوبي العادلة للعالم..
واختتم اللقاء التشاوري لإعلاميي محافظة لحج بانتخاب مندوبي المحافظة لمؤتمر إعلاميي وصحفيي الجنوب المزمع عقده في العاصمة عدن الشهر المقبل .
وفي محافظة ابين عقد اللقاء التشاوري لإعلاميي وصحفيي المحافظة يوم الخميس ٢٧ اكتوبر ٢٠٢٢م وتم خلاله اختيار مندوبي المحافظة إلى المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين المزمع انعقاده اواخر نوفمبر المقبل .٠
اعتماد شعار مؤتمر الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين:
اعتمدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين في ١٩ سبتمبر الشعار الرسمي للمؤتمر الأول ، ويعكس شعار المؤتمر القطاعات العاملة في الصحافة والإذاعة والتلفزيون تحت علم الدولة الجنوبية.
كيف ينظر صحفيون وإعلاميون جنوبيون إلى مؤتمرهم الأول ؟
تصور خاطئ وغير صحيح :
في معرض رده على سؤال لمراسل وكالة إرم نيوز هل المؤتمر لكل الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين أم خاص بأعضاء الانتقالي ومناصريه قال الزميل الاستاذ عيدروس باحشوان نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين :
" ينبغي ان نزيل اللبس الذي يراود البعض من الزملاء ان ما يجري من تحضيرات للمؤتمر عبارة إطار منظم للصحفيين والاعلاميين الجنوبيين للمنضويين في المجلس الانتقالي ، تصور خاطئ وغير صحيح فقد أكدت الكلمات والتناولات في أول إجتماع للجنة التحضيرية على التعاطي مع كل الآراء والطروحات ووجهات النظر طالما وسقف الجميع الجنوب وإستعادة الدولة الجنوبية.
ومن لن يأتي سنذهب اليه تنفيذا لتوجيهات الاخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي مع رئاسة اللجنة التحضيرية في ٢٧ سبتمبر الماضي الذي أكد على الدعم الكامل للمؤتمر وأهمية خروجه بنتائج مثمرة تخدم واقع الإعلام الجنوبي، وتنتصر لكل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وتعزز من حضورهم داخليا وخارجيا بما يمكنهم من خدمة قضيتهم الوطنية، وتحقيق مطالب شعب الجنوب المشروعة والعادلة في استعادة وبناء دولته على كامل ترابه الوطني بحدوده المعترف بها دوليا حتى 21 مايو 1990م ".
آمال وتطلعات :
ويقول ياسر اليافعي صحفي ومحلل سياسي “منذ وقت مبكر حاولنا أن يكون للصحفيين الجنوبيين كيان يعبر ويدافع عنهم، أتذكر في عام 2012 كانت محاولة كتب لها الفشل ومحاولات بعد هذا التاريخ فشلت أيضا بسبب تدخلات الأحزاب التي كانت تخترق الحراك الجنوبي”.
وتابع: “اليوم جهود التحضير لمؤتمر للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تسير بصورة ممتازة لتشكيل كيان يدافع عن الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ويعبر عن تطلعاتهم، بعيدا عن سيطرة قوى النفوذ والفشل والفساد والانتهازية”.
استعادة مؤسسات الدولة الجنوبية :
الإعلامي سعدان اليافعي، مدير عام الإعلام بلحج عضو اللجنة التحضيرية التأسيسية للمؤتمر قال : “الحقيقة نحن أمام مرحلة مفصلية ومخاض كبير في استعادة مؤسسات الدولة الجنوبية وما هذا المولود الإعلامي الجديد الذي كان في الاحلام أن يتحقق في مضى كوعى يجمع كل الطيف الإعلامي الجنوبي الذي تعرض التهميش والاقصاء فيما مضى وها نحن على عتبات المولد الجديد والذي بدأ التحضير له منذ أشهر من نخبة من اعلاميي الجنوب الذين لهم باع طويل خلال المرحلة دولة الجنوب والنضال الوطني، والذي نأمل أن تتوسع لتشمل الجميع في وطن جنوبي يتسع للجميع ونحن بحاجة لكل صاحب فكر وقلم حر يدافع عن الوطن الجنوبي وقضيته العادلة ولا يمكن أن يستثنى أحد واعتقد القائمين على التحضير يستوعبوا الجميع وفي طريق الفحص والتحميص والمتابعة لكل إعلامي جنوبي ضمن معايير وضوابط تهدف إلى ترشيد وتنظيم الرسالة الإعلامية في الجنوب”.
كيان واحد :
ويقول الأستاذ الإعلامي رشدي سالم حسن بن معيلي، مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بمحافظة المهرة: “مما لا شك فيه بأن انعقاد مثل هذا المؤتمر يمثل أهمية قصوى لجمع شتات الإعلام الجنوبي في كيان واحد يعنى بقضاياهم ويؤطر عملهم في اتجاهات متوازية مع ضوابط وآداب المهنة الصحفية والإعلامية”.
لافتا إلى أن “المؤتمر سيسهم بشكل كبير في حفظ الحقوق الصحفية والإعلامية الفكرية والاجتماعية وسيحد من عملية التطفل على المهنة لبث الشائعات والأكاذيب خاصة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كما نراها اليوم”.
مخاطبة المجتمع الدولي :
ويرى سياسيون وصحفيون أن تقويم وتقوية الإعلام الجنوبي في هذه المرحلة أمر يحمل أهمية بالغة، كونه يزيد من متانة هذا القطاع الحيوي الذي يعبر بشكل جاد عن الصوت الجنوبي الحر، مشددين على ضرورة تركيز الإعلام الجنوبي على مخاطبة الغرب والمجتمع الدولي، بعدالة قضية شعب الجنوب، ومدى تعرُّضه لحرب ظالمة من قبل قوى الاحتلال اليمني، بما يمنح قضية شعب الجنوب أبعادا دولية، تتسق مع تحركات المجلس الانتقالي الذي يولي اهتماما كبيرا بهذا الأمر، كما سيُجهِض مؤامرة غاشمة ينفذها الاحتلال اليمني، الذي يسعى بكل وضوح إلى استئصال وتقويض أحد دعائم قوة الجنوب العربي عن إرادة شعبه.
وهاهي اللجان الفرعية على وشك الانتهاء من مهام أعمالها ووضع اللمسات الاخيرة عليها لضمان نجاح المؤتمر الأول للإعلاميين والصحفيين الجنوبيين لا يسعنا إلا نحيي قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي رعى ودعم وسهل كل الصعاب ونحيي كل الجهود التي بذلتها اللجنة الوطنية للإعلام الجنوبي واللجنة التحضيرية الاساسية ولجانها الفرعية والتي اسهمت في إنجاح المهام الموكلة إليها ، ونتمنى النجاح للمؤتمر وخروجه بالقرارات والتوصيات التي من شانها ان تسهم في الارتقاء بالعمل النقابي الإعلامي والصحفي الجنوب حاضرا ومستقبلاً .
مراحل ذهبية وأخرى مرة مر بها إعلامنا الجنوبي :
وبالمناسبة نستعرض في هذا التقرير المراحل التي مر بها الإعلام الجنوبي وتحديدها خلال الفترة ما قبل الوحدة وبعد الوحدة ومنذ تاسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.. وقبل الحديث عن هذه المراحل نود الإشارة إلى عدن كانت سباقة قبل غيرها من المدن في حركة التطور والريادة في مختلف مجالات الحياة إذ عرفت بإنها عرفت الطباعة والنشر والصحافة والإذاعة والتلفاز قبل غيرها من المدن والدول على مستوى الجزيرة العربية ، وكانت رائدة للإشعاع الحضاري والثقافي والعلمي ، ناهيك عن ازدهار حركة التجارة والسياحة بحكم موقعها الجغرافي الذي يتوسط قارات آسيا وافريقيا واوروبا .
حيث صدرت أول صحيفة في عدن في العام 1900م تحت مسمى “جريدة عدن الأسبوعية”، وبحلول الأربعينات بلغ العدد 78 مطبوعة كان من أبرزها صحيفة “فتاة الجزيرة” و” صوت اليمن” والتي تعد أولى الصحف الحزبية الصادرة في اليمن وذلك في العام 1946م ، وصدرت صحيفة (الفضول) في العام 1948م كأول صحيفة سياسية في أعقاب فشل ثورة الدستور المعارض لبيت آل حميد الدين، واستمر هذا الزخم طوال عقد الخمسينات وحتى إعلان استقلال الجنوب عن الاحتلال في1967م إلى أن صدر قرار جمهوري يلغي كافة الصحف والمجلات والنشرات التي كانت تصدر قبل الاستقلال وسمح فقط بصدور الصحف الناطقة باسم الجبهة القومية.
وقبيل الوحدة كانت تصدر في الجنوب الصحف الرسمية وابرزها ١٤ اكتوبر والثوري وصوت العمال وكانت هذه تقوم بدورها في الدفاع عن ثورة الرابع عشر من اكتوبر واهدافها ومنجزاتها وتعبر عن تطلعات الناس نحو الحفاظ على الإنجازات التي تحققت مع انها خلال فترات متفاوتة كانت تغلب عليها الانحياز للأفراد في السلطة وتمجدهم وتتخلى عن الهدف السامي مصلحة الوطن الجنوبي والتعبير عن الإرادة الشعبية وهموم الشعب .
وجاءت فترة الوحدة اليمنية في العام ١٩٩٠م وبدا الصراع بين الطرفين الشمالي والجنوبي وتم إعادة صدور عدد من الصحف كصحيفة الايام وكذا صحيفة الجديد التي كنت محررا فيها وكان يراس تحريرها فقيد الصحافة الجنوبية حسين محمد ناصر ومدير تحريرها الدكتور عبدالله احمد يحيى الذي لا يزال حيا يرزق ويقوم بدوره التنويري في جامعة ابين ، وقمنا بدورنا في كشف وتعرية فساد قوى النفوذ الشمالية خلال الفترة من قيام الوحدة إلى حرب صيف عام ١٩٩٤م ، وتوقفت الصحيفة بسبب الحصار الذي فرضته قوى الشمال التقليدية والقبلية والدينية المتطرفة على الجنوب وشعبه وانتهاكاتها لحقوق الإنسان وفرض ثقافتها القبلية العصبية والدينية المتطرفة عليه ، إلا انها لم تستطع إسكات الصوت الجنوبي المجلجل الذي يقض مضاجع نظام صنعاء الجاثم بتخلفه وبظلامه الدامس على أبناء اليمن والجنوب خاصة .
محاولات نظام الاحتلال اليمني تكميم الأفواه وإسكات الصوت الجنوبي :
بعد حرب صيف عام ١٩٩٤م حاولت حكومة صنعاء منع التغطيات الإعلامية المستقلة والجنوبية الحزبية لأحداث الجنوب، وفي 1مايو و2 مايو 2009 صادر مسؤولون أمنيون نسخ صحيفة الأيام بسبب تغطيتها لأحداث الحراك، أقدم وأكثر صحف اليمن المستقلة انتشاراً، وفي 4 مايو نفس العام فتح مسلحون مجهولون النار على مقر الصحيفة فتوقفت عن النشر. وفي 4 مايو 2009 أوقفت وزارة الإعلام نشر ثماني صحف يومية وأسبوعية مستقلة، جراء تغطيتها لأحداث الجنوب، وهي صحف الأيام والمصدر والوطني والديار والمستقلة والنداء والشارع والأهالي.
وطبقاً لمحامين وقانونيين كان هذا إجراء غير مسبوق وغير قانوني.
ثم سُمح للصحف الأسبوعية بمعاودة النشر في أواخر يونيو.
وفي 11 مايو 2009، أنشأت الحكومة محكمة جديدة لمحاكمة الصحفيين، وبحلول يوليو نفس العام بدأت المحكمة تنظر في بعض القضايا، وتوجد نيابة منفصلة لقضايا الصحافة والمطبوعات، وفي الماضي أحالت تلك النيابة الصحفيين والمشتغلين بالإعلام إلى المحكمة جراء انتهاكات مزعومة لقانون العقوبات وقانون الصحافة والمطبوعات.
وفي 12 مايو حاصرت قوات الأمن مقر صحيفة الأيام واشتبكت في تبادل لإطلاق النار استمر لمدة ساعة مع حراس الصحيفة، مما أودى بحياة أحد المارة وإلحاق إصابات خطيرة بآخر.
وخلال فترة الحراك السلمي الجنوبي تعرض الصحفيون والإعلاميين الجنوبيون المضايقات والاعتقالات والمطاردات وكنت واحد منهم حيث تعرضت للسجن في سجون لودر وزنجبار وسجن البحرين لجهاز لشهور على خلفية نشاطي الإعلامي في مواجهة قوى الاحتلال الشمالي ومناصرة الجنوبيين في تظاهراتهم واحتجاجاتهم السلمية المطالبة بحقوقهم واستعادة دولتهم الجنوبية . . ناهيك عن حالات القمع التي تجاوزت انتهاكات حرية الصحافة والإعلام إلى الانتهاكات التي مست المتظاهرين سلميا في ساحات الجنوب احتجاجا على الإقصاء والتهميش والإبعاد القسري للكوادر الجنوبية من وظائفهم كانوا امنيين او عسكريين او مدنيين ، ونهب ثرواتهم وتجويعهم ومحاكمتهم والزج بهم في السجون وتلفيق التهم عليهم .
ومع هذا لم يستسلم الجنوبيون وواجهوا طغاة الاحتلال اليمني في جانب التظاهرات وإقامة الفعاليات المليونية حتى توصلوا قضيتهم المحافل الإقليمية والعربية والدولية ، وقام الإعلام الجنوبي بدوره رغم الصعوبات والمشاق واسهم إلى حد كبير بإيصال صوت شعبنا الجنوبي للعالم أجمع .
وبخصوص فترة ما بعد تاسيس المجلس الانتقالي فاكتفي بما تحدث به د . عبدالله الحو رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في وقت سابق بإحدى مداخلاته بعنوان "الخطاب الإعلامي الجنوبي- الواقع والمآلات" في ورشة عمل للدائرة الإعلامية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي بمناسبة الذكرى ال " 57" لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة والتي عرج خلالها بتناول المراحل التي مر بها الإعلام الجنوبي وبإيجاز قبل الوحدة وبعد قيام الوحدة وتحديداً بعد حرب صيف عام 1994م وبعد تاسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017م.
وقال د. عبد الله الحو الذي كان حينها يشغل سابقا رئيس الدائرة الاعلامية بالإمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي ورقة عمل بعنوان: الخطاب الاعلامي الجنوبي- واقعه، تحدياته ومستقبله إن موضوع الورشة هو من المواضيع المهمة، التي أولاها عدد من الكتاب والصحفيين والأكاديميين اهتمامهم خلال السنوات الماضية، وخصصت لها العديد من البرامج والندوات وورش العمل واللقاءات، مشيرا الى آخر لقاء للرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع كوكبة من الاعلاميين الجنوبيين، موضحا أن الرئيس القائد تحدث في هذا اللقاء حديثا بالغ الاهمية والدقة، يعكس مدى ادراكه للاعلام ودوره وتأثيره والحاجة اليه، مؤكدا سعي قيادة المجلس الانتقالي الى تأسيس نظام اعلامي جنوبي فاعل، متجدد ومؤثر.
وتناول د. الحو في ورقته المراحل التي مر بها الإعلام الجنوبي مذكرا بمراحله الذهبية عندما كانت عدن تتصدر بإعلامها (الإذاعة والتلفزيون والصحافة) المشهد الإعلامي في محيطها وتتنافس مع إعلام دول عربية مهمة.
واكد د. الحو في ورقته ان الاعلام الجنوبي تعرض لتدمير ممنهج في منظومته ابتداء من بنيته التحتية وانتهاء بكادره الذي تعرض للاقصاء والتهميش منذ احتلال الجنوب في يوليو 1994، مشيرا إلى أن الاعلام الجنوبي دخل منذ اعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017 وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي مرحلة جديدة في تاريخه لها خصائصها وسماتها ووسائلها، منوها الى ظهور اذاعة هنا عدن وقناة عدن المستقلة وبعض الصحف والمواقع الالكتروني الالكترونية التي رافق ظهورها هذه المرحلة في ظل مغادرة الاعلام الرسمي للعاصمة عدن وتوقفه عن العمل منذ 2015 .وتناولت الورقة التحديات التي تواجه الإعلام الجنوبي والهجمة الشرسة التي يتعرض لها الجنوب من قبل وسائل اعلام ومواقع الكترونية مدعومة من قبل انظمة معروفة بعدائها للجنوب وللمشروع العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. وتساءلت الورقة عن المهنية التي تتشدق بها هذه الوسائل، حين تنشر أخبارا عارية عن الصحة وصورا جرى تعديلها كما هو الحال في مناسبات كثيرة. وأكدت الورقة على ان صناعة خطاب إعلامي رفيع، يتطلب توفر عناصر كثيرة اهمها عنصر المؤسساتية، حيث الأصل في صناعة الخطاب هو العمل المؤسسي وليس الفردي، مع عدم التقليل من دور الأفراد. وحثت الورقة على وضع استراتيجية للخطاب الإعلامي الجنوبي من جملة من الثوابت والمرتكزات من بينها التأكيد على مركزية الهوية الوطنية الجنوبية، وتعزيز الثوابت والقيم والمبادئ لشعب الجنوب وفي مقدمتها مبدأ التسامح والتصالح، وتوضيح مواقف شعب الجنوب المؤيدة للتحالف العربي، فشعب الجنوب شريك فاعل وأساسي مع التحالف العربي في معركة الدفاع عن المشروع العربي وغيرها من الثوابت والمرتكزات. واختتم د. الحو ورقته بالتذكير بأولويات المرحلة الراهنة بالنسبة لما يجب فعله لتطوير الخطاب الإعلامي، الذي يتطلب بناء منظومة من الرموز التي تعزز الانتماء للوطن الجنوبي.