ايقاع الحرب وتداعياتها بين روسيا وأمريكا ومعها وخلفها حلف الناتو؛ الذي أتخذ من أوكرانيا قاعدة متقدمة لمواجهة روسيا ومحاصرتها؛ أملا بهزيمتها وإضعافها وتفكيك كيانها الوطني؛ ومازالت أمريكا مصرة على إستراتيجيتها العدوانية هذه؛ وتدفع بالأمور نحو تحقيق هذه الغاية وغير مبالية بما قد أصاب الإتحاد الأروبي من أزمات متفاقمة وما قد يلحق به وبشعوبه من خراب ودمار؛ إذا ما أتسع نطاق الحرب الدائرة ولو بوسائل السلاح التقليدي الفتاك.
لقد أصبح اليقين غائباً والأمل ضعيفاً بعدم إندلاع حرب عالمية ليست الثالثة فحسب؛ بل والأخيرة في حياة الجنس البشري؛ فأمريكا تراهن على ضمان أمنها وسلامتها لوجودها خلف المحيط؛ وتعتقد واهمة بأن تتكرر تجربة العالمية الثانية التي خاضتها على أرض بعيدة عنها بآلاف الكيلو مترات؛ فقد تغيرت الظروف والمعطيات وأصبحت في مرمى الصواريخ الروسية الحديثة التي قصرت المسافات وعلى نحو غير مسبوق؛ ووجود غواصات روسية نووية حديثة تجوب المحيطات وتستوطن أعماقها بإنتظار لحظة الحسم وتنفيذ المهمة الأخيرة !!
والمؤسف بأن الجهود التي تبذل لإيقاف الحرب وتجنب الصدام النووي تصطدم بتعنت أمريكا وخلفها حلف الناتو والتي تضاعف من توريد الأسلحة المتطورة لأوكرانيا؛ وغير مبالية بردود أفعال روسيا المحتملة بل والمعلنة ووفقاً لعقيدتها العسكرية؛ والتي لن تقبل بالهزيمة ولن تسمح بتهديد وجودها وكيانها الموحد؛ ويبقى سلاحها النووي هو وسيلتها المتاحة والرادعة؛ فلم يعد لديها شيئا تخاف عليه بعد كل الذي يمارس ضدها اليوم؛ إن لم تعيد أمريكا حساباتها وعلى نحو عقلاني مسؤول يضمن تجنب البشرية لكارثة الفناء !!.
