الأجواء مثالية لنهاية العام 2002، حيث ديسمبر/كانون الأول بأجوائه الباردة، فيما يقدم حزب الإصلاح وأحد طلاب جامعة الإخوان على الغدر بكل دم بارد.
فها هو القيادي الاشتراكي جار الله عمر يترجل ليلقي كلمته، بعدما وجه له حزب الإصلاح الدعوة لحفل تابع للحزب في صنعاء.
وخلال كلمته، قال عمر: “يجب التصدي لثقافة العنف، ومنع الاستعراض، والإسراع في إصدار قانون ينظم حيازة وحمل السلاح، ومنع المتاجرة به”.
كلمات كانت كافية ليضغط أحد طلاب جامعة الإيمان الإخوانية على الزناد ليطلق رصاصة تنهي حياة “عمر” أمام قيادات الإخوان.
كانت البداية عام 1993، عندما تأسست جامعة الإيمان، في الجزء الشمالي من صنعاء على رقعة جغرافية كبيرة قدرها (44 ك.م)، حاملة حلم الإخواني عبدالمجيد الزنداني في الخلافة التي تمكن له التحكم في كل شيء
أشرف عليها في البداية رمز التطرف عبدالوهاب الديلمي، لتدخل الجامعة تحت سيطرة الإخوان
وسرعان ما تشابكت أغراضها الإرهابية مع تطلعات الجماعات الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسها القاعدة وفرعها باليمن، لتصبح مفرخة للعناصر المتطرفة.
وخلال الفترة من عام 1993م وحتى العام 2011م تخرج منها الآلاف من الإرهابيين الذي تم توزيع المهام لهم بتصفية القيادات العسكرية والأمنية ونشطاء الجنوب منذ حرب صيف 1994م وحتى اليوم ، ووزعت المهام لهم باستقطاب العناصر لتنظيم القاعدة وداعش في المحافظات اليمنية وتصديرهم لاعمال الإرهاب في الجنوب
انضم بعدها طلاب الجامعة إلى طالبان، وعلى رأسهم الإرهابي جون وولكر ليندا، الأمريكي الذي استطاعوا تحويل فكره حتى تم القبض عليه من قبل القوات الأمريكية في أفغانستان.
وعبد الوهاب الحميقاني، أحد طلاب وقادة الجامعة، المعروف بمهندس تمويل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واليمن.
ولم ينته طموح الإخوان عند استقطاب الطلاب وتحويلهم إلى الجماعات المتطرفة، لكنهم استخدموهم كسلاح لتصفية معارضي الجماعة.
حتى أصبحت الجامعة وجهة لأصحاب الفكر المتطرف والحاقدين، يوجههم الزنداني حيثما شاء، فساعد بعضهم على السفر للخارج لتلقي التدريبات، ومن ثم إعادة توجيههم لسوريا وليبيا.
وشكلت جامعة الإيمان رافدا للجماعات الإرهابية منذ تأسيسها كما تخرج منها آلاف المتطرفين الذين يشكلون اليوم مرجعية فقهية وروحية لخلايا القاعدة وداعش.