طالب أ. د. فضل مكوع رئيس المجلس التنسيقي الاعلى لنقابات هيئة تدريس الجامعات اليمنية الحكومية بمناشدة أسماها " قبل طوفان الغضب" وجهها لدول التحالف طالبهم بأن يتقوا الله في الشعب اليمني وما يعانيه من كوارث وعواصف منذ حرب مارس2015م، وفرض البند السابع على هذا الشعب وطالب د. مكوع دول التحالف بتعويض الشعب اليمني كله، وإعطاء كل أسرة خمسة ملايين ريال يمني كإسعاف أولي.
وتكوين مجلس رئاسي جديد من ذوي الكفاءة والنزاهة والخبرة، المشهود لهم بالدفاع عن الوطن وثوابته الوطنية وتشكيل حكومة كفاءات لمرحلة انتقالية مزمنة لمدة ثلاث سنوات وشملت المناشدة أيضا كثيرا من القضايا الهامة والحيوية .
ونظرا لأهميتها ينشرها موقع " الناقد برس" كما جاءت من مصدرها :
إلى من يهمه الأمر في دول التحالف، مع التحية:
الموضوع: *الوضع المزري العام في اليمن*
سبق أن ناشدناكم مرارًا وتكرارًا، وأصدرنا بيانات بين الحين و الأخرى لكم ولأدواتكم، ناشدناكم جميعًا باسم منتسبي الجامعات الحكومية عمومًا، وأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم حريصًا، بأن تتقوا الله في هذا الشعب وما يعانيه من كوارث وعواصف منذ مارس2015م، وفرض البند السابع على هذا الشعب،
فقد رفعتم شعارات مزيفة وكاذبة، رفعتم شعار الإنقاذ، وخاطبتم الناس حينها بلغة الاستعطاف والاستلطاف، لغة الغيرة والأنفة والإنقاذ، وكل هذا كان نفاقًا وتضليلًا وزيفًا وحدتها. وهذا لا يحتاج إلى جدال أو نقاش أو مراء.
وقد جندتم أدوات الارتزاق ومطاياه، وشننتم حربًا ضروسًا، لم يعرفها اليمن في تاريخه قَطُّ، وأحرقتم الشجر والحجر، ودمرتم الوطن، واستهدفتم بنيته التحتية، وقصفتم بمئات الآلاف من الغارات، وأحرقتم الحرث والنسل؛ لأسباب واهية وضعيفة تسابقتم إلى ضرب جارًا كريمًا لكم، بل هو في الأساس أصل الأمة ومنبعها، إن كان لكم ارتباط بهذه الأمة، مع يقيني التام أن ما تقومون به يبعدكم كل البعد عن العروبة والإسلام؛ فقد هرولتم هرولة غير مسبوقة إلى عدو الأمة، الذي يعبث بخيراتها ومقدساتها، فضلا عما قمتم به من أعمالٍ تدميرية مشينة، تجاوزت ما قام به أعداء الأمة منذُ العصور الموغلة في القدم حتى نهاية القرن العشرين؛ إذ سخَّرتم أموال أمتنا لضرب الأمة، سفكتم دماء الملايين وشردتم ملايين أخرى، ونكَّلتم وهجرتم عشرات الملايين من أبناء أمتنا، وما قمتم به يتجاوز ما قام به المغول والصهاينة، وكل القوى الاستعمارية في العالم.
أتظنون أن هذه الجرائم تشفع لكم من عقاب أبناء الامة، فضلًا عن العقاب الإله؟!
ومع هذا لا نزال نناشدكم، لعل وعسى أن نجد آذانًا مُصغية وعقولًا استفادت من المراحل والصراعات العبثية والكيدية. نناشدكم جميعًا، بعد أن طفح الكيل، ونحن على ثقة من أن شعبنا اليمني العظيم لقادرٌ على تجاوز الصعاب والعراقيل، وهو من دون شك يدرك منذ عقود مؤامراتكم وحقدكم وعداوتكم له، فلن تفلح العلاقات مع أدوات رمت نفسها في أحضان أعداء أمتنا؛ لهذا لم يكن أي طريق غير طريق المقاومة، وإن ثورة الغضب والجوع، لن ترحم أحدًا أبدًا، وستجرفكم إلى مزبلة التاريخ، ليس من ارض اليمن فحسب، بل ستطيح بعروشكم التي أصبحت أهون من بيت العنكبوت.
لقد حان لنا بعد أن ناشدناكم مرات أن تراجعوا حساباتكم، وتعودوا إلى رشدكم، وتأخذوا بالحسبان قوة هذا الشعب وأصالته وحضارته، من أنه العمق الاستراتيجي لكم، وأن أمنكم من أمنه، واستقراركم من استقراره، لكنكم تجاهلتم وكابرتم، وتبخترتم، وأخذتكم العزة بالإثم.
لهذا فإن كان لديكم ذرة من الإحساس، فغيروا من تصرفاتكم، ولطفوا الأجواء، وعززوا ثقتكم بالشعب، وضمدوا جراحاته، وابحثوا عن الحل النهائي والشامل لهذا الشعب؛ ليعيش في أرضه كريمًا عزيزًا، وإن كنتم مُصرّين على استمرار هذه الحرب، فارحلوا عنا، اخرجوا من بلادنا خاسئين تجرون ذيل الهزيمة معكم من دون رجعة.
لقد حان الأوان أن ندعو جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم إلى وقف الحرب ومد جسور الحب والتآخي والمحبة والوئام والسلام، وأن نتعاضد ونتحاور، ونبحث عن الحلول الكفيلة لكل قضايانا. إنَّها لفرصةٌ تاريخية قبل أن يصل الأعداء إلى إبادتنا جميعًا، فعلينا ان نقف وقفة رجل واحد في وجه مخططات الأعداء ومشاريعهم التدميرية، فما يجري من حروب وغلاء وتجويع وإبادة هذا الشعب، هو هدفهم وديدنهم المنشود.
وعلى النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني، أن تقوم بواجبها، وأن تبلور ثورة الوعي في صفوف الملايين؛ لتخرج مسيرة شعبية على مستوى اليمن كله، في خروج لم يسبق له مثيل، بطوفان شعبي عارم. ومَن يُحبُّ الشعبَ يقف إلى جانبه. لقد اتضحت نوايا الأعداء تجاه هذا الشعب الذي يسعون لإبادته.
وعلى القيادات الوطنية الشريفة المدنية والعسكرية أن تسهم في التأييد والمشاركة في رفع المعاناة. وقد حان الأوان لكسر جدار الصمت، ومناشدة مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، وكل المنظمات القانونية والحقوقية والمهنية، أن يقوموا بواجبهم الإنساني والأخلاقي، وعلى رجال الفكر والثقافة والريادة والقلم، أن يكونوا في مقدمة الصفوف المعبرة عن رأيها وبلورة مايحدث من مآسٍ، من جراء ارتفاع الأسعار، وتدهور العملة، بأسلوب متعمد وممنهج. وتتحمل دول التحالف وأدواتها المسؤولية الكاملة
وتأسيسًا على هذا، فعلى دول التحالف - إن كان القرار قرارها- أن تقوم بالآتي:
١- أن تعتذر دول التحالف للشعب اليمني اعتذارًا رسميًّا، وأن تتكفل بوضع وديعة في البنك المركزي، لا تقل عن ثلاثين مليار، وأن تعود العملة إلى ما كانت عليه قبل حرب مارس ٢٠١٥م.
٢- على دول التحالف أن تقوم بواجبها في إلغاء البند السابع.
٣- تعويض الشعب اليمني كله، وإعطاء كل أسرة خمسة ملايين ريال يمني كإسعاف أولي.
٣- تكوين مجلس رئاسي جديد من ذوي الكفاءة والنزاهة والخبرة، المشهود لهم بالدفاع عن الوطن وثوابته الوطنية.
٣- تشكيل حكومة كفاءات لمرحلة انتقالية مزمنة لمدة ثلاث سنوات.
٤- صرف مرتبات كل المرافق التي قُطِعت، وإيصالها دفعة واحدة، بما فيهم العسكريين، وتعويضهم عما لحق بهم من ضرر.
٥- زيادة الأجور، بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار لكل موظفي الدولة، على أن تكون الزيادة ٢٠٠%.
٦- صرف الرواتب لمنتسبي الجامعات كافة، من دون تلكؤ أو شروط.
3- معالجة التسويات كافة، لكل من لديه لقب او قرار أكاديمي أو إداري من جامعته، وإصدار الفتاوى واعتماد ذلك من تاريخ المباشرة صدور القرار، وتشمل المعالجة بدرجة رئيسة المعينين أكاديميًّا وإداريًّا، وهم الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في جامعة عدن؛ فهم منذ سنوات طويلة يدرسون ويعملون من دون مقابل، وتتلخص معالجتهم بالخفض والإضافة للأغلب الأعم منهم، والتوظيف الجديد لغير الموظفين طالماأن لديهم قرارات أكاديمية وإدارية.
4- رفع مرتبات الهيئة التدريسية المساعدة،
وتقليص الهوة بينهم وبين الأستاذ المساعد، بحيث يصبح راتب المعيد مائة وسبعين ألف ريال، والمدرس مائتَي ألف ريال، وصرف علاوة السكن لهم، وتحسين أوضاعهم التي تمكنهم من التأهيل ومواصلة الدراسة واللحاق بركب الهيئة التدريسية.
4- تعيين أوائل الدفع في كل الجامعات، وفي كل السنوات التي مضت.
5- صرف العلاوات السنوية ومستحقات البحث العلمي، مثل: الريازة والإشراف، والمناقشة، والنزول الميداني والطباعة والأثاث.
6- معالجة اوضاع المبعوثين للدراسة في الخارج، وإرسال مخصصاتهم بانتظام، وذلك بتسديد الرسوم الدراسية في وقتها.
7- معالجة جميع مرضى منتسبي الجامعات الذين يعانون من أمراض خطيرة ومستعصية العلاج في الداخل، ومساعدتهم وتسهيل الإجراءات لعلاجهم في الخارج.
هذه ابرز القضايا التي نعاني منها في الجامعات الحكومية، وبمناشدتنا هذه نعطيكم فرصة شهر واحد لدراستها والبت فيها؛ فهي قضايا جوهرية مصيرية، لا يستيطع أحد نكرانها أو تأخيرها، وقد سبق أن ناشدناكم مرارًا وتكرارًا من دون ان تاخذوا تلك المناشدات بالحسبان؛ ولهذا فإن قمتم بواجبكم الإنساني واستجبتم لتلك المطالب، فكفى المؤمنين شر القتال، وإن خيبتم ظننا، فسنقوم بواجبنا النضالي الثوري والحقوقي والنقابي المهني والقانوني، ونحملكم المسؤولية الكاملة، وأنتم تعلمون بأننا صبرنا كثيرًا، وقدرنا الوضع خلال هذه المدة كلها، في حين أن الجهات المسؤولة تمادت وضربت بالقوانين عرض الحائط، وعبثت بالأموال من دون رادع، بل إن الأغلب الأعم من المسؤولين ضُرِب بهم المثل في الفساد المستشري في شراء المباني الضخمة في الداخل والخارج. فعلى دول التحالف مراجعة حساباتها في اليمن وشعبه؛ بوصفه العمق الاستراتيجي لها، وأن تفكِّر بعقلانية ورؤية صادقة، فبدلًا من إذلاله وإخضاعه وتجويعه وتمزيقه، عليها أن تبحث عن استقراره وتطويره وتحسين الوضع المعيشي والأمني.
لهذا نأمل من الجميع أن يتداركوا الأمر، وان يأخذوا بالحسبان المدة التي حددناها، ما لم فإن ثورة الغضب والجوع لن تستثني أحدًا عَبثَ بهذا الشعب وخيراته، وضرب بنيته التحتية. فحذارِ حذارِ من جوعي ومن غضبي.
قبل الختام وعبر هذه المناشدة أحيّي كل منظمات المجتمع المدني، والنخب العسكرية والمتقاعدين، ورواد المنتديات الثقافية عمومًا، ومنتسبي الجامعات اليمنية خصوصًا، الذين صبروا ورابطوا، وتحملوا مرارات السنين العجاف الماضية وويلاتها، التي راح ضحيتها أكثر من خمسمائة أستاذ جامعي، قضوا نحبهم، وومثلهم مرضى، فتكت بهم الأمراض الخطيرة؛ بسبب قساوة الظروف وويلاتها وتردي الوضع المعيشي، من دون أن تقدموا لهم العلاج.
وعليه فإننا نعاهد زملاء المهنة جميعًا، عهد الأوفياء، بأننا لن نتخلَّ عنكم أبدًا مهما كان الثمن.
أ. د. فضل مكوع
رئيس المجلس التنسيقي الاعلى لنقابات هيئة تدريس الجامعات اليمنية الحكومية.