شعراء جنوبيون يلهبون حماس المقاوم الجنوبي في فعالية لادباء الجنوب بعدن
تاريخ النشر: الاربعاء 29 مايو 2019
- الساعة:18:56:45 - الناقد برس_تقرير_علاء عادل حنش
شهدت قاعة مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب حماسًا رهيبًا تفاعلًا مع القصائد الشعرية الشعبية التي ألقاها عدد من الشعراء الجنوبيين، تغنت بعضها بالدولة الجنوبية، وبعضها تغنت بالعاصمة الجنوبية عدن، وبعضها ألهبت حماس المقاوم الجنوبي في جبهات القتال، وبعضها أشادت بالدور المحوري الذي يقوم به المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزبيدي.
وألقى الشعراء قصائد وطنية ألهبت حماس الحاضرين، لا سيما فئة الأطفال الذين كان لهم حضورًا مميزًا.
كل ذلك جاء خلال الفعالية الشعرية التي نظمها اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن مساء الثلاثاء 28 مايو / أيار 2019م، الموافق 23 رمضان 1440 هـ ، تحت عنوان: "الشعر الشعبي الجنوبي ودوره في حشد الطاقات لدعم الجبهات"، في سياق فعاليات الفرع الرمضانية.
وهدفت الفعالية - التي اُقيمت في مقر الاتحاد بمديرية خورمكسر في العاصمة عدن وحضرها كلٌ من رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، والأمين العام للاتحاد الأستاذ بدر العرابي، ورئيس اتحاد فرع عدن الأستاذ نجمي عبد الحميد، وعدد من الأدباء والمثقفين الجنوبيين المهتمين بالشعر الشعبي بالاضافة إلى شباب وأطفال اعطوا الفعالية ناكهةً فلكلورية من خلال الحماس الذي اظهروه أثناء ألقاء القصائد - هدفت إلى ابراز دور الشعر الشعبي الجنوبي في حشد الطاقات لدعم الجبهات، ورفع الحماس الثوري لدى المقاتل الجنوبي خصوصًا مع خضم الحرب المستعرة على الحدود الجنوبية الشمالية.
وبدأ الفعالية نائب رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن الدكتور يحيى شائف الشعيبي - الذي ادار مجريات الفعالية بحماس منقطع النظير – بدأ بكلمة مقتضبة نقل خلالها تحيات القيادة السياسة للمجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائه من قوى الاستقلال بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك".
وقال: "بهذه المناسبة لا يسعني إلا أن انقل باسمي وباسمكم جميعًا كامل التهاني لابطال مقاومتنا الباسلة وحلفائنا في دول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة بمناسبة الانتصارات العظيمة التي تُحقق في جبهات القتال".
وأضاف: "نرحب بنخبة شعراء الثورة الجنوبية السلمية المشاركين في الأمسية، هذه النخبة التي صنعتها الأحداث، وصقلتها مرارة الأيام ومعاناة السجون والمطاردات الظالمة والغربة الداخلية والعبث والحرمان بفعل الاقصاء والتهميش والتعذيب وتدمير المنازل وتفجيرها من قبل نظام صنعاء آنذاك".
وتابع: "في مثل هذه الأيام من كل عام اعتادت جبال الضالع وسهولها الكريمة أن تغتسل بزخات المطر لتعيد انتاج ثمارًا نافعة لحياة كريمة، فيا سبحان الله فكأنما شأت الأقدار، بشحة وغياب الأمطار في عامنا هذا، أن تغتسل تلك الجبال بالعرق والدموع والدماء الجنوبية الزكية لتقتصرها وتعيد انتاجها ثمارًا اعتبارية لحياة كريمة تكفل مستقبل مستقر وأمان".
واستطرد: "ما احوجنا اليوم للغة الروح بعد أن تيبّست لغة العقل في زمننا الظالم الذي احترقت فيه منطقية الحروف، وتجزأت كلماته المنصفة لما يعانيه جنوبنا الحبيب بشكل عام، وجبهات الضالع الساخنة خاصة".
وأكد الشعيبي أن: "شعب الجنوب الصابر والمجاهد عانى كثيرًا بفعل الاحتلال اليمني الخبيث الذي انقلب على اتفاقية الوحدة واحتل الجنوب، وعمل على تدمير الوجود الجنوبي برمته، الأمر الذي ادى بشعبنا الجنوبي الى مقاومته بأشكال واساليب كثيرة نضجت حتى تفجرت الثورة السلمية المباركة في 2007م بهدف كسر القيود التي صنعها الاحتلال لعزل الجنوب وقضيته داخليًا وخارجيًا".
وأكمل: "العالم حينذاك لم يستجب للجنوبيين حتى وصل النار الى معطفه فقامت العاصفة بهدف اسقاط اليمنية الحوثعفاسية (شمالًا وجنوبًا)، فكان لشعبنا الجنوبي ومقاومته النصيب الأكثر في طرد المشروع الإيراني من الجنوب وملاحقته خارج الحدود لدولة الجنوب، بهدف اجتثاثه من الجنوب والشمال معًا، إلا اننا سرعان ما لاحظنا، في الأيام القريبة الماضية، الالتفاف اليمني في الداخل والخارج بهدف عكس مسار الحرب جنوبًا من خلال فتح جبهات الحرب في كلٌ من بيحان ومكيراس ويافع وكرش والمسيمير والصبيحة وفي جبهات الضالع التي تجاوزت أكثر عشرين جبهة، مركزًا جل امكانيته في جبهات الضالع مستخدمًا التعبئة العامة، وكل امكانيات الجنوب التي استحوذ عليها طيلة عقدين من الزمن وأكثر".
وتابع: "من خلال كل ذلك لم يكن أمام الجنوبيين إلا إعلان النفير العام، وإعلان التعبئة العامة استجابةً لقرارات المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزُبيدي، القائد الاعلى لقوات المقاومة الجنوبية، الذي طالب باستخدام التعبئة العامة لمواجهة قوات الاحتلال الثالث للجنوب، وهو الأمر الذي اقمنا اليوم هذه الفعالية الشعرية الشعبية من اجله بهدف ايقاض الروح الجنوبية باستخدامها لدعم جبهات القتال، وانتصارات قوات المقاومة الجنوبية العظيمة".
واختتم الشعيبي حديثه بالحث على أهمية الشعر الشعبي الجنوبي في دعم جبهات القتال، ومساندته للمقاتلين الجنوبيين لا سيما في الأوضاع الراهنة.
بعدها، تناوب كلٌ من (الشاعر محمد ٲحمد زين بن شجاع، والشاعر محسن علي غالب السليماني، والشاعر عبد الله المكعبي، والشاعر زاكي عبد الله خالد، والشاعر وضاح هايل، الشاعر صلاح اليزيدي) في ألقاء قصائدهم الشعرية الشعبية الحماسية.
وبدأ الشاعر زاكي عبد الله خالد - الذي ألتحق بالثورة الجنوبية السلمية والمسلحة عام 2007م، وشارك جميع الثوار الجنوبيين في جميع الاعمال النضالية لاجل استعادة الدولة الجنوبية، وكان اغلب حضوره في ساحات الحرية والاستقلال لالقاء القصائد الثورية الحماسية لاشعال الثوار الجنوبيين بالحماس والتقدم نحو الهدف الذي ينشده كل جنوبي حر لاستقلال واستعادة الوطن من قبضة النظام اليمني الغاشم – بدأ بالقاء قصيدته التي قال فيها:
"سلام من راسي ومنبع هاجسي
لهلي وناسي ذي على الشمخ جلوس
عوج الكراسي بايضلي ملبسي
هذا لباسي ما معي غيره لبوس
جاهز بفاسي مستعد في مترسي
للانغماسي والبلاسن والمجوس
باعطيه درسي لو فؤادي قد نسي
وقت الحماسي بانلقنهم دروس
الانتقالي بالسفينة قد رسي
داخل عدن رسي بها الفذ عيدروس".
من جانبه، ألقى الشاعر محمد احمد زين بن شجاع – الذي شارك بالثورة الجنوبية السلمية والمسلحة، وقد تم اعتقاله من قبل سلطات الاحتلال اليمني في أكتوبر 1997م في سجن الأمن السياسي بردفان بسبب توزيعه منشورات سرية تحث الجماهير على قيام الثورة، وتعرض للاعتقالات عدة مرات أثناء التظاهرات التي كان يقوم بها الحراك، الى جانب ايقاف راتبه أكثر من مرة، وتصدر اسمه قوائم المطلوبين امنيًا لدى سلطات الاحتلال اليمني - ألقى قصيدة شعرية غناها الفنان الجنوبي عبود خواجة قال فيها:
"يا شعب الجنوب اتاهب
واعلن حالة الاستنفار
ثورة ضد طاغي صنعاء
ضد الظلم والاستهتار
وحدة من طرف بالقوة
مرفوضة ولك أن تختار
اما ترحلوا سلميا
ولا من سلاح الثوار
لا وحدة ولا خط احمر
اقسم بالاله الجبٌار
لستقلال لابد منه
لو دار الزمن مهما دار".
وقال في أخرى:
"ما خضعنا ولن للطاغي الأرعن
لو فتح بالوطن مليون زنزانة
عاصمتنا عدن شعب الجنوب اعلن
والبراميل ترجع حيث ما كانه".
..
سلام يا صنٌاع نوفمبر
وأخر جلا جندي بريطاني
انتم صنعتوا فجره الأول
واحنا سنصنع فجره الثاني".
بدوره، ألقى الشاعر صلاح اليزيدي - الذي يعتبر أحد مفجريّ الثورة السلمية والمسلحة الجنوبية، وقد شارك جميع الثوار الجنوبيين في الاعمال النضالية من أجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / ايار 1990م - ألقى قصيدة ألهبت حماس الحاضرين ونالت اعجابهم.
فيما ألقى الشاعر عبد الله المكعبي - الذي شارك بالثورة الجنوبية السلمية والمسلحة، حيث اشعل حماس الجماهير وزلزل كيان قوات الاحتلال بقصائده الثورية التي غناها كبار فنانين الثورة الجنوبية ابرزها قصيدته الشهيرة (اما استعدنا الكرامة أو موت وسط الميادين)، والتي غناها ربان الجنوب الفنان عبود خواجه – وقال في قصيدته:
"عهدًا علي يا بلادي في القيد ماعاد تبقين
عهدًا علينا وذمه في عنق كل الجنوبين
عهدًا لدم الشهيد والمعتقل والمصابين
اما استعدنا الكرامة او موت وسط الميادين
قوافل الشعب سارت لجل التحرر ملايين
ثارت جماهير شعبي على الغزاة المعادين
ثوره وما رجعونا بالقتل او بالزنانزين
اما استعدنا الكرامة او موت وسط الميادين".
من جانبه، ألقى الشاعر وضاح محسن هايل قصيدة شعرية نالت اعجاب الحاضرين، ويعتبر هايل من اوائل الملتحقين بركب الثورة السلمية والمسلحة الجنوبية منذ بداياتها، وساهم في اذكاء روح الثورة وشعلتها الوهاجة في نفوس الشباب الجنوبي من خلال القصائد الثورية والاعمال الشعرية الغنائية بنكهتها الثورية، وكان من السباقين في المشاركة بتقديم اوبريت غنائي لثورة الحراك السلمي الجنوبي (شوف صاحبي جف ريقه واحنا دمانا تراق)، وقد تعرض خلال مسيرته النضالية لصنوف التهديد والارهاب والسجن والاعتقالات في سجون الاحتلال اليمني، وتم تفجير منزله من قبل الحوثيين.
وفي ختام الأمسية، ألقى الشاعر محسن علي السليماني – الذي يعتبر أحد الشعراء الجنوبيين المشاركين في الثورة الجنوبية السلمية والمسلحة منذ انطلاقها في عام 2007م، واحد الركائز المهمة في ثورة الجنوبيين، وقد غنى له عدد من الفنانين كـ (عبود خواجة، وهود العيدروس، وعلي صالح بن جابر اليزيدي، وصالح الشامي، ومحمد السعدي، وبارشود السلامي) – ألقى قصيدته المشهورة قال فيها:
"دقوا طبول الحرب قد صارت حقيقة واضحة
قريب يا صنعاء س تتفجر براكين اللهب
قريب تاتيك العساكر كـ الكلاب الشاردة
نحن رجاجيل المعارك يلعن امه من هرب
وذناب بياعة ومدسوسة لـ شان المادة
الراس يبقى رأس شامخ والذنب يبقى ذنب".