نظمت شبكة نسوية للسلام والديمقراطية، أمسية رمضانية في مدينة عدن، حملت شعار "النساء والسلام"، بالتنسيق مع ائتلاف أصوات النساء، وحضور قيادات نسوية سياسية وحقوقية ومجتمعية ومدنية.
دُشنت فعاليات الأمسية الرمضانية بكلمة ترحيبية بالضيوف، ألقتها المسئول الإداري في الشبكة وردة السيد، منوهةً أن الشبكة تُقيم الأمسية للعام الثاني على التوالي، وتتميز بالتنسيق مع الائتلاف، داعيةً إلى الاستفادة من التجارب النسوية المعروضة واثراء النقاش بالآراء، آملةً أن يتجدد اللقاء العام القادم وتصير الأمسية تقليد سنوي يجمع نساء عدن، كما قدمت الأمين العام للشبكة خديجة بن بريك نبذة تعريفية عن الشبكة، وعبر كلمة مصورة دعت النساء من كافة المكونات والأطياف إلى شراكة حقيقية وفاعلة؛ لتعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، والسعي في وضع الأسس لعملية السلام، مؤكدةً مواصلة الشبكة جهودها إلى تحقيق أهدافها.
أوضحت رئيس مؤسسة ألف باء مدنية وتعايش أشجان شُريح، أن وسائل وآليات احلال السلام أخذت في التطور والابتكار متماشيةً مع التغييرات المتسارعة في مختلف النواحي الحياتية؛ ليكون لها التأثير المباشر، ويتسع مفهوم احلال السلام من وقف الحرب إلى بناء سلام حقيقي ودائم، وذلك بتضافر جهود كل الأطراف والجهات المعنية، مشيرةً أن عملية السلام في اليمن التي وضعتها هيئة الأمم المتحدة، تنقسم إلى ثلاث مسارات، يتمثل الأول بالمحادثات والمفاوضات بين أطراف الصراع، والثالث يكون بالأفراد والمجاميع التي تُركز نشاطها في دعم السلام في المجتمعات المحلية، كمنظمات المجتمع المدني والإعلاميين، بينما يعمل المسار الثاني كمساعد للمبعوث الأممي في المسار الأول، وحلقة وصل بين مكونات المسارين الأول والثالث، ويتمثل في الأفراد والمجاميع المؤثرة .. النسوية والدينية والسياسية، والمبادرات الشبابية والنقابات المهنية.
كما تلت "شُريح" البيان الختامي لمؤتمر "المرأة اليمنية كوسيطات سلام والتماسك المجتمعي"، منوهةً أن المؤتمر نظمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة برعاية من مكتب المبعوث الأممي لليمن، أواخر مارس الماضي، بمشاركة حوالي 100 من النساء اليمنيات من مختلف محافظات ومناطق اليمن، بحثن أهمية مشاركة المرأة في إحلال السلام ووقف الحرب التي دخلت عامها الخامس، واستعرضت التوصيات الصادرة بالأغلبية من المؤتمر، الموجهة إلى كل من أطراف الصراع والمبعوث الأممي والمجتمع الدولي والمدني المحلي.
قدمت رئيس مؤسسة وجود للأمن الإنساني مها عوض، عرض تعريفي مرئي للقمة النسوية الأولى، التي أُقيمت في مدينة عدن بالشراكة مع مؤسسة فريدريش آيبرت الألمانية، في ديسمبر العام الماضي، موضحةً أن القمة فعالية مدنية نسوية جامعة ضمت مشاركة واسعة في تمثيل التشكيلات والمكونات القائمة والناشئة، وكذا منظمات نسوية وشخصيات من مختلف الاتجاهات والأطياف، إلى جانب تواجد الخبيرتين السودانيتين في النوع الاجتماعي وبناء السلام ماجدة السنوسي ورباب محمد، وهدفت القمة بشكل عام إلى تعزيز قوة الحركة النسوية ودورها في القضايا الجوهرية المتعلقة بالأثر لأعمالها في مجمل الشؤون الوطنية والسياسية والأمنية والإنسانية، كما تطرقت بالقراءة إلى الأهداف الخاصة للقمة والرسالة التي حملتها، مشيرةً أن المشاركات في القمة خرجن بصياغة وثيقة شاملة تدمج الإسهامات المختلفة التي تقودها التشكيلات والمكونات النسوية في إطار كافة مستويات مسارات مشاورات السلام الثلاثة، منوهةً إلى اجراء تقييم لمخرجات القمة النسوية الأولى؛ لبناء الإطار العام للدورة الثانية من القمة، التي من المزمع انعقادها في أواخر العام الجاري.
تحدثت المحامية عفراء حريري - عضوة المجموعة النسوية الاستشارية للمبعوث الأممي إلى اليمن، بصورة موجزة عن طبيعة وتفاصيل يوميات مشاورات السويد في العاصمة ستوكهولم خلال ديسمبر العام الفائت، وكذا اجتماعات المجموعة مع المبعوث وطرفي الصراع واللقاءات مع عدد من الدبلوماسيين، موضحةً أن تشكيل المجموعة المختصة من قبل مكتب المبعوث، جاء تماشيًا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والوثيقة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني، وأن اختيار عضوات المجموعة الثمان من ناشطات وسياسيات كان وفق معايير محددة أهمها الحياد والاستقلالية والخلفية المهنية والكفاءة الشخصية، مضيفةً أن المجموعة تعمل بتعاون وثيق مع قسم المرأة والنوع الاجتماعي والسلام والأمن في مكتب المبعوث، حيث قدمت أوراق استشارية واستراتيجيات عمل لدعم جهود المبعوث في دور الوساطة الذي يقوم به في المشاورات، وتناقش السُبل الممكنة لإيصال أصوات النساء وإشراكهن في عملية السلام، مؤكدةً أن المجموعة تحظى بإشادة من المبعوث لدورها ومساهمتها المباشرة في تزويده وفريقه بالمشورة، داعيةً النساء إلى لعب دور أكثر فاعلية لتدعيم جهود المسار الثاني للسلام في اليمن، بممارسة الضغط على المسار الأول وتقوية قنوات التواصل مع المسار الثالث، وخصت منظمات المجتمع المدني بمتابعة ومراقبة مخرجات مشاورات ومفاوضات السلام.
فُتح باب النقاش، وخرجت المداخلات بجملة خُلاصات، أكدت على أهمية تعزيز دور النساء في عملية السلام، من خلال الزام أطراف الصراع على تمثيل النساء بنسبة 30% على الأقل في الوفود المشاركة في المفاوضات والمشاورات، وتجميع الجهود والتنسيق بين التكتلات والمكونات النسوية المعنية ببناء السلام، وتوسيع نطاق مشاركة النساء في الفعاليات المحلية والمحافل الدولية التي تهتم بحل النزاعات وبناء السلام، واستمرار عقد اللقاءات لتبادل الخبرات والتجارب بين النساء، الاطلاع على تجارب النساء الناجحة في احلال السلام، وإيجاد منصات اعلامية محايدة تدعم توجهات النساء في كافة المستويات، خاصةً في ترسيخ مبادئ وقيم السلام في أوساط المجتمع، وبناء قدرات النساء في مختلف المجالات والقطاعات للوصول إلى المشاركة في صناعة القرار، بالإضافة إلى توفير دراسات وإحصائيات حول قضايا ومشاكل النساء، وعلى ضوئها تتبنى وتصمم منظمات المجتمع المدني البرامج والمشاريع، وتشكيل حملات مناصرة للدفاع عن حقوق وحريات النساء.
توجهت بالشكر مسئول البرامج والمشاريع في الشبكة ليلى الشبيبي إلى كافة الحاضرات، معلنةً عن اختتام فعاليات الأمسية الرمضانية، داعيةً إلى التقاط صور تذكارية جماعية، والانتقال إلى مأدبة إفطار وعشاء.
تضم شبكة "نسوية" للسلام والديمقراطية مجموعة نساء من مدافعات عن حقوق الإنسان وناشطات، وتسعى الشبكة إلى تحقيق جملة من الأهداف، منها انشاء منصة موحدة للنشاط النسوي، وتقديم الدراسات والمواقف المشتركة لدى تناول قضايا المرأة اليمنية في المحافل الإقليمية والدولية، ونشر وتعزيز ثقافة السلام واللا عنف من خلال الدورات التدريبية والندوات واللقاءات النقاشية، وتعزيز آليات حماية النساء للحد من التمييز القائم على النوع الاجتماعي، والتعاون مع جهود المجتمع المدني الهادف إلى السلام والديمقراطية.