يستعد ممثلو وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين وبرعاية الأمم المتحدة لبدء محادثات في جنيف، يوم غد الخميس ، بهدف وضع "اللمسات الأخيرة" على عملية إتمام تنفيذ اتفاق لتبادل 1420 أسيرا، حسب أفادات مصادر رسمية للطرفين المتحاورين.
وأوضحت مصادر أن أول مسؤول حكومي وصل، أمس الأربعاء، إلى جنيف وهو وكيل وزارة حقوق الإنسان، وعضو الوفد الحكومي المفاوض ماجد فضائل، فيما سيصل بقية الوفد الحكومي اليوم الخميس، على أن يتزامن ذلك مع وصول الوفد المفاوض لجماعة الحوثي، وفقاً للترتيبات التي أجراها مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث.
وأكد وكيل وزارة حقوق الإنسان، عضو الفريق الحكومي في لجنة الأسرى والمختطفين والمخفيين قسرياً، ماجد فضائل، في تصريح رسمي، أن اجتماع اللجان الإشرافية الذي سيعقد في مدينة جنيف السويسرية، «يأتي ضمن أطر مناقشة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى المعتقلين المنبثق عن اتفاقية السويد».
ونسبت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» النسخة الحكومية إلى فضائل قوله إن «الاجتماع الذي سيقعد في جنيف سيبحث إيجاد آلية لإطلاق سراح الجميع وفق مبدأ تبادل الكل مقابل الكل بدءاً بتنفيذ ما تم التوصل إليه في اجتماعات الأردن الجولة الثالثة والذي نص على إطلاق عدد 1420 معتقلاً وأسيراً بشكل كامل كمرحلة أولى يتبعها مراحل لاحقاً حتى يتم الإفراج الكلي عن جميع الأسرى والمعتقلين».
وكان وفدا الجانبان قد وافقا خلال محادثات السويد في ديسمبر/كانون الأول 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة منذ التوقيع على الاتفاق.
وأفاد أعضاء في لجنة شؤون الأسرى والمعتقلين الحكومية أنه من المفترض الاتفاق على إطلاق سراح 900 من أسرى الحوثيين مقابل إطلاق سراح 520 أسيرا من أسرى الحكومة الشرعية اليمنية.
وفي السياق، قال ماجد فضائل عضو اللجنة إن "الإجتماع سيستكمل مناقشة إجراءات تبادل إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى والتي تضم 1420 من الطرفين".
من جانبه، أوضح مصدر حكومي قريب من الرئاسة اليمنية أن المحادثات هي "لوضع اللمسات الأخيرة" على العملية بعدما جرى الاتفاق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر على "جميع الترتيبات اللوجستية بما فيها عملية نقل الأسرى وتحديد مواقع عمليات التبادل".
وأضاف المصدر أن من بين الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم العميد "ناصر منصور هادي"، شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى نحو 19 أسيرا سعوديا وعدد من السياسيين والصحافيين.
وأكد مسؤول في مطار صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين أن رئيس وفد لجنة أسرى الحوثيين عبد القادر المرتضي، قد غادر العاصمة اليمنية صنعاء مساء الأربعاء متوجها إلى الأردن قبل سفره إلى جنيف اليوم.
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث قد أعلن في إحاطة أمام مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، أنه من المتوقع "أن يلتقي الطرفان هذا الأسبوع في سويسرا لمتابعة نقاشاتهما حول تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى".
وكان فرانز راوخنشتاين رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء، قد قال في أغسطس/آب الماضي إن الحكومة الشرعية والحوثيين يتفاوضون لإطلاق سراح "عدد هام من المحتجزين ولكن ما زال يتوجب الاتفاق على اللوائح والتطبيق".
وفي فبراير/شباط الماضي اتفق ممثلون عن الحكومة اليمنية والحوثيون في العاصمة الأردنية عمان، على خطة مفصلة لإتمام أول عملية تبادل واسعة للأسرى والمحتجزين منذ بداية النزاع.
ويرى مراقبون أن إتمام عملية تبادل الأسرى يشكل بارقة أمل لاستمرار مساعي الحوار واستكمال ما تم الاتفاق عليه في مشاورات استكهولم بعد ست سنوات من الاحتراب الذي نجم عنه مقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين وتشريد ونزوح الملايين وتسبب بحدوث أسوأ أزمة إنسانية تشهدها اليمن ، حسب تقارير أممية، أدت إلى معاناة اكثر من ١٦ مليون يمني من كارثة المجاعة وانتشار الفقر والأوبئة والأمراض.