قال توماس فيغولد الخبير الألماني في الشؤون العسكرية إن جماعة الحوثي أجرت مؤخرا اتصالات خارجية لتوفير ضغط دولي يعمل على إيقاف المعارك المشتعلة شرق اليمن في ظل تزايد مخاوفها من تحول عكسي في سير المعارك لصالح القوات والقبائل المسنودين من السعودية.
وقال فيغولد إن مبعوث الأمم المتحد مارتن غريفيث يقود منذ أسبوعين جهودا حثيثة لإيقاف المعارك، وأجرى اتصالات واسعة بأطراف القتال، بعد تلقيه إشارات من جماعة الحوثيين برغبتها في وقف القتال.
وذكر فيغلود الذي كان يتحدث لإذاعة صوت ألمانيا أن القوات التابعة للحكومة المعترف بها والقبائل المساندة لها رفضوا مقترحات للمبعوث الأممي بإيقاف القتال، وبرروا ذلك بأن الحوثيين يبحثون عن هدنة لاستعادة قدراتهم المنهكة لاستئناف القتال مجددا، بعد الخسائر الكبيرة لهم في المعارك الأخيرة على أطراف مأرب.
وردا على سؤال حول أسباب لجوء الحوثيين لطلب الضغط بإيقاف القتال قال فيغولد إن المعارك منذ ستة أشهر كلفت الحوثيين مايزيد عن ثلاثة آلاف قتيل في مقابل خسائر محدودة للطرف الآخر، فضلا عن أن النتائج على الأرض تراوح مكانها، وأحيانا بين كر وفر.
وقال إن لدى الحوثيين أربع استراتيجيات يعتمدون عليها في التقدم على الأرض لم تجد نفعا في المعارك الدائرة خلال الأشهر الأخير ة، وهذه الاستراتيجيات هي شراء ولاءات القبائل، والغوص في خلافات القوى المساندة للحكومة الشرعية، ونشر الشائعات، والتحكم في شبكة الاتصالات اللاسلكية التي لاتزال تحكم قبضتها عليها.
ورجح فيغلود أن يكون لجوء الحوثيين للبحث عن ضغط دولي لإيقاف القتال سببه النقص الكبير في أعداد المقاتلين والحفاظ على مكتسباتها السابقة التي يبدو أنها قد تخرج من أيديهم لعدم قدرتهم على الدفاع عنها.