تشهد اليمن ترديا شديدا في الأوضاع الخدماتيةوالصحية المنهارة بسبب الحرب المدمرة التي اشعلتها الميلشيات الانقلابية الحوثية مطلع العام ٢٠١٥م .
وتأتي هذه الأزمة بسبب الفساد الذي تقوم به الميلشيات الحوثية بمنعها وصول الإمدادات الإغاثية للمتضررين من اشتداد المعارك ونهب تلك المعونات الإغاثية وبيعها للاستفادة منها في المجهود الحربي .
وكشفت منسقة الشؤون الإنسانية ليز جراندي عن إغلاق 12 برنامجا إغاثيًّا أمميًّا من بين 38 برنامجًا، مشيرة إلى تقليص 20 برنامجا خلال شهر أغسطس الجاري.
وحذرت في بيان، من قطع 50% من خدمات المياه والصرف الصحي، وإيقاف إمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية عن 189 مستشفى وألفين و500 عيادة طبية، تمثل نصف المرافق الصحية.
كما أوضحت أن المنظمات الإغاثية أوقفت صرف مخصصات نحو 10 آلاف عامل في المجال الصحي، بالإضافة إلى الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى والمصابين.
وتابعت: "ليس أمامنا خيار، فعلينا التزام أخلاقي بتحذير العالم أن ملايين اليمنيين سوف يعانون وقد يموتون لأننا لا نملك التمويل الذي نحتاجه للاستمرار".
تصريحات جراندي تحمل إنذارًا شديد اللهجة من انفجار سيكون صداه مدويًّا للغاية فيما يتعلق بالأزمة الصحية، البشعة أصلًا، التي يعانيها اليمن على مدار السنوات الماضية.
وتوثّق تقارير أممية عديدة هول المأساة في اليمن، إذ تقول الأمم المتحدة إنّه يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج أكثر من 24 مليون شخص لمساعدة إنسانية، بمن فيهم أكثر من 12 مليون طفل، حتى أصبح البلد جحيمًا لا يطاق للأطفال.
ومع تفشي جائحة كورونا، تقول المنظمة الدولية إن اليمن يواجه حالة طوارئ جديدة تضاف إلى حالة طوارئ قائمة، في ظل النقص الشديد في المرافق الصحية والمياه النظيفة، إذ لا تعمل سوى نصف المرافق الصحية، وتفتقر العديد من المرافق التي لا تزال تعمل إلى المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات، فضلًا عن الأكسجين والإمدادات الأساسية الأخرى لمعالجة كوفيد-19، ولا يحصل العديد من العاملين الصحيين على أي حوافز ولا على مرتباتهم.
وقبل أيام، حذَّرت منظمة أطباء بلا حدود، من موجة ثانية لفيروس "كورونا" باليمن، ودعت إلى ضرورة توخي الحذر؛ تحسبًا لحدوث تلك الموجة، مشدّدةً على أهمية المساعدة في منع انتشار الفيروس، من خلال اتباع التدابير الوقائية مثل غسل اليدين المنتظم، والتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.
وعلى مدار سنوات الحرب، غرست المليشيات الحوثية بذور بيئة صحية شديدة التردي، وسط استهداف متواصل للكوادر الطبية، وكذا البنى التحتية الصحية، وهو ما صنع أزمة صحية شديدة الفداحة، كما تسبَّبت الحرب الحوثية في حرمان الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهي أمور بالغة الأهمية لتجنب انتشار الفيروس.
الجدير ذكره ان مليشيا الحوثي الإيرانية لم تكتف بقتل وتجويع ملايين اليمنيين على مدار سنوات من الانقلاب على الشرعية، بل ذهبت لتزيد من جرائمها بنهب المواد الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية إلى الشعب اليمني.