سؤال يعرف إجابته الكثير من الناس عدا السفهاء منهم لا يعرفون وهو : لماذا يُراد للحكومة الشرعية أن تكون في المنفى ؟ ، أنا عن نفسي أعرف إجابته ولطالما حدثت في مقالات ألمح وأشير فيها عن إجابات لهذا السؤال ، وهناك من يعلم الإجابة ولكنه يأبى إلا أن يكابر ويغالط ويرد بإجابات عارية عن الصحة ليسخر من الحكومة الشرعية بقوله "حكومة الفنادق" ، أما من أبى إلا أن يستشعر بمسؤوليته ويعمل من الداخل اليمني كوزير الداخلية أحمد بن أحمد الميسري ورفيق دربه وزير النقل صالح الجبواني فيهاجمونهم ويتهمونهم بتهم شتى أيضاً عارية عن الصحة ، وهؤلاء يُعرفون بأنهم أدوات إرتزاق تصر على أن تكون مطايا أو على الأحرى جزمات تتنقل بها تلك القوى التي تسعى لتحقيق مطامعها في اليمن .
الواقع الذي نراه منذُ الفترة الماضية يقول أن مليشيا الحوثي الإنقلابية تمارس عملها كدولة من صنعاء من خلال مؤسسات الدولة وتسمي نفسها حكومة أمر واقع ، وحتى اللحظة لم تستطِع دول التحالف من القضاء عليها بل على العكس هناك دويلة في التحالف إستطاعت أن تصنع رديف لها في العاصمة عدن ، فلا هي قضت على إنقلابيي صنعاء وأعادت الحكومة الشرعية ولا هي مَكَّنتها من إدارة مؤسسات الدولة من عدن وفرضت على مسؤوليها أمر واقع بممارسة حياتهم فقط في المنفى من خلال ترهيبهم بصنيعتها مليشيات المجلس الإنتقالي .
الأمر بدأ حينما يئست دويلة الأبالسة من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بمنحها كل مطامعها في الجنوب فعقدت العزم حينها على لخبطة أوراقه ، فعمدت أولاً على إبعاده عن العاصمة عدن بكافة الوسائل حتى وصل الأمر حسب ظني بتهديده بالتصفية الجسدية طالما وأنها كانت تملك الأجواء في العاصمة عدن ، بخلاف منعها هبوط طائرته في سابقة خطيرة وعبر أدواتها قامت بمحاولات إنقلابية وكانت آخرها بمعركة إنكشفت فيها عورة مليشيا المجلس الإنتقالي حسمتها ألوية الحراسة السياسية بمعية رجل الدولة الشجاع أحمد بن أحمد الميسري ورفيقه صالح الجبواني قبل أن تحسمها دويلة أبالسة العرب بالأربعمائة مدرعة وتُمَكِّن صنيعتها مليشيات المجلس الإنتقالي بالسيطرة على العاصمة عدن .
بعد سيطرة مليشيا المجلس الإنتقالي على العاصمة عدن بدأت مشاورات لعقد إتفاق الرياض وإنتهت بالتوقيع عليه ، وحينها أقسمنا اليمين وكتبنا وقلنا بأن الإتفاق لن يكون أمر واقع على الأرض ولن ينفذ أي بند من بنود لسبب واحد وهو أن لا عهد ولا ذمة ولا ضمير ولا أخلاق لدويلة الأبالسة ومليشياتها المرتزقة ، وبقي العنوان العريض لليمن شمالاً وجنوباً هو سيطرة مليشيا الإنقلاب الحوثية وتحكم صنعاء بمؤسسات الدولة ، ومليشيا المجلس الإنتقالي تعبث بمؤسسات الدولة في العاصمة عدن مع فارق بسيط هو أن رئيس وزراء الحكومة الشرعية يقبع في قصر معاشيق ولا ندري ماذا يُدير وكيف يعمل ويأتمر بأمر من ؟ وأخيراً لماذا هو مُرحَّباً به في العاصمة عدن بينما الرمز الوطني الدكتور أحمد عبيد بن دغر كان كابوساً أزعج وأيقظ مضاجعهم حينما كان رئيساً للوزراء وبالتالي لم يكُن مُرحَّباً به .
خلاصة الحديث أستطيع أن أقسم اليمين ويتملكني اليقين بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لن يوَقِّع على أي شيء تطمع به أي دولة سواء كانت دولية أو إقليمية ففخامته ليس كما سلفه الهالك علي هُبَل ، والدليل عندما سقط هُبَل وإستلم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم أول عمل قام به هو إسقاط عقد تأجير ميناء عدن وإلغائه نهائياً ، وهذا ما جعل دويلة إبليس تستشيط غضباً وتحقد على فخامته وتحاربه ، ولو إضطره الأمر أن يمكث ما تبقى من حياته في الرياض لمكث ولن يوقِّع على ممتلكات الشعب اليمني ، وليعلم أولئك الطامعون وليتيقنوا بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي سيحافظ على الأمانة ولن يُفَرِّط بها كما فعل الهالك علي هُبَل .. قُضيَ الأمر .