سيدي الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، حقيقة منذ فترة ظلت تراودني فكرة كتابة رسالة لسيادتك، وفكرت ملياً في جدوى كتابتها لك من حيث زمانها ومعناها ومضمونها ودوافعها وأهميتها وغايتها، وانتظرت حتى تبلورت ونضجت الفكرة ووصلت أقصى مداها ،وعندما بدأت بإمساك القلم كي أكتب رسالتي لسيادتك تذكرت حينها أن رسالتي ستقبع في صندوق المهملات ولن يوصلها إليك أحد، ففضلت أن أكتفي بكتابة مقال لسيادتكم في إحدى الصحف بعنوان (سيدي الرئيس) .
سيدي الرئيس: هل تعرفني؟ هل سمعت عني من قبل أو همس أحد من أعضاء حكومتك أو مستشاريك في أذنكم عني؟ لا أظن نهائياً، كيف لك أن تعرفني وأن تسمع عني وأنت بعيد عني، كل ما تعرفه عني أني مواطنة من بين الآلاف من المواطنين الذي بحّت أصواتهم وهم يتحدثون عن مشاكلهم لسنوات، مشاكلهم التي لم يجدو لها آذانا صاغية، ولم يجدو أي استجابة لمطالبهم التي شعروا أنها عادية.. وبسيطة.. وممكنة التحقيق..
سيدي الرئيس: انظر إليّ تمعن في أحرفي أرجوك ، أرجوك أن تنقذ بلدك فأنت مسؤول عليها أمام الله سبحانه وتعالى، شباب وأطفال ونساء وشيوخ بلدك يلاقون مصرعهم كل يوم، كل يوم تموت الآلاف الأرواح، أصبحنا نعيش وكأننا فوق سفينة تطفو على أمواج خطرة تحيط بها من كل جانب نتيجة إهمال حكومتها، والاحتلال الذي يحيط بها من كل صوب.
سيدي الرئيس: أصبحت حكومتنا وكأنها مشلولة اليدين لا تقدم ولا تؤخر شيئا، مرورا بالبطالة والفقر ونقص الغذاء والدواء والشراب، ولا ننسى تهديدات غربان الليل الحوثة واستهدافهم لمعسكراتنا ومساجدنا ليل ونهار، كل هذه الأشياء التي أتحدث عنها تهدد أمن الوطن حاضره ومستقبله، لا ننسى الفساد الذي يطال يوميا في مفاصل بعض مؤسساتنا ووزاراتنا.
سيدي الرئيس: إن الأخطار تزداد حدة في وطننا .
سيدي الرئيس: كنا نظن ونحن أطفال بأن الخوف الخطير الذي يهدد حياتنا ومستقبلنا هو الفقر، والجهل، والمرض، ولكن عندما كبرنا وعينا بأن الخوف الخطير الحقيقي هو (فقدان الوطن).
فمن حقي ومن حق أي مواطن شريف ينتمي إلى تراب الوطن أن يقلق على وطنه، وأن يتساءل إلى أين تتجه سفينة الوطن؟ وأين سترسو؟
سيدي الرئيس: ينزف قلبي ألما ودمعا ودما على وطني وشعبي حين تتفشى ظاهرة الفساد فيه بشكل كبير.
سيدي الرئيس: إن هذا الوطن الجريح الذي فيه آلاف الأرامل والأيتام والمعدمين والمسحوقين والجرحى والفقراء والمعاقين، الذين يهددهم الفساد والقتل والدمار، بحاجة ماسة اليوم إليك فأنت القادر بعد الله عز وجل على معالجة جراحهم التي لا نهاية لها وإنقاذ سفينتهم من الغرق وإخراجهم إلى بر الأمان.