ما احوجنا الى عمل مفاضلة او اقامة معاهد متخصصة لاختيار ساسة قادرين على خوض غمار المناظرات السياسية والقاء الخطب التي من خلالها يتم اقناع الشعب،،،
فالخطبة تؤثر في سامعيها اكثر مما يؤثر الرصاص كما يقال رمية بالسيف ولا رمية بالقلم فالقلم هنا دليل على العلم الواسع والثقافة القادرة على التاثير في الغير...
لقد نشطت الخطابة السياسية في العشرة الاعوام الاخيرة من 2010--2019، إذ اتخذتها الثورات فيما يسمى بالربيع العربي اداة لها في بيان الظلم في الحكم، وكانوا يحسنون في بعض الاحيان الا ان الضعف كان المسيطر على اغلب تلك الخطب، فهم الذين قالوايجب ان يكون هناك حكم الشعب، وعدم التوريث...
نجح الرئيس عبدربه منصور في انتخابات الرئاسة ولكن اختياره لوزراء وسفراء ومحافظين لايجيدون فن الخطابة وصفات القيادة جعل حكمه للشعب ضعيف لان هؤلاء هم اللسان الذي ينطق به والعين التي يبصر بها والاذن التي يسمع بها فهؤلاء الاغلب منهم لايفهمون العربية وقواعدها واصولها في الخطابة فالعرب هم اهل فصاحة وبيان وبلاغة واسلوب،فالفصاحة هي الظهور والبيان تقُّول أفصح الصبح اذا ظهر والكلام الفصيح ما كان واضح المعنى سهل اللفظ جيد السبك...
ويشترط في فصاحة التركيب فوق جريان كلماته على القياس الصحيح، وسهولتها ان يسلم من ضعف التاليف وهو خروج الكلام عن قواعد اللغة، ويشترط كذلك ان يسلم التركيب من تنافر الكلمات وكذلك يجب ان يسلم التركيب من التعقيد اللفظي والمعنوي...
من هنا يكون الخطيب مجيد في خطبه مقنع لسامعيه بالحجة الواضحة فتاريخنا الاسلامي يعج بالساسة العظام في خطبهم واسلوبهم وعلى راسهم خاتم الانبياء والمرسلين في خطبه والخلفاء من بعده والولاة في الدولتين الاموية والعباسية فقد اشاد الجاحظ ببيان وفصاحة الخليفة العباسي العباس السفاح قائلاً انه كان انطق الناس واجودهم ارتجالاً واقتضاباً للقول،،، فهل يعود الى زماننا هذا ليرى مايصنع ساستنا في خطبهم التي لاتقنع البهائم التي لاتمتلك عقل...
في الاخير نقول لهؤلاء الساسة من وزراء وسفراء وقادة جند المرحلة تحتم عليكم العودة الى تاريخكم الاسلامي في الخطب السياسية القوية ودراستها لكي تكون لكم سراج في الليلة الظلماء، فانتم الوجه المشرق لبلادنا الحبيبة فلا تجعلوا هذا الوجه مظلم بخطبكم العوجاء والغير مقنعة في جلساتكم واحتفالاتكم،،،
فللخطبة رجالها وللقيادة حكمائها.