سقطت معسكرات ومقار الدولة في شهر أغسطس الماضي بعدن، حينها بدا الأمر للجميع أن صفحة الشرعية اليمنية قد طويت دون رجعة.. أنبطح الجميع والتزموا الصمت والانزواء عدا رجل واحد فقط هو (أحمد الميسري) وقف بصلابة مدافعا عن الدولة وشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
كانت كل حسابات المعركة العسكرية والتحشيد السياسي في أحداث عدن الأخيرة تؤشر إلى سقوط مرتكزات الدولة من معسكرات للجيش ومقار أمنية ومدنية، وتفرض على الجميع التسليم بالأمر الواقع، لكن موقف الوزير أحمد الميسري كان العكس من ذلك تماما، بإصراره على قيادة معركة استعادة الدولة والشرعية في عدن وحيدا بعد أن تخلى عنها من تخلى حفاظا على مصالحهم الخاصة وحساباتهم الضيقة.
ليست المعركة الأولى التي يتجشم الوزير أحمد الميسري مسؤولية تحمل لواء قيادتها ومواجهة مخاطرها دفاعا عن الدولة وشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، فقبل أحداث أغسطس بعدن شكل (الميسري) حائط الصد الأول الذي حافظ على وجود الحكومة الشرعية في عدن وأمن لها مزاولة أنشطتها في المحافظات المحررة لتسيير شؤون المواطنين واستمرارية الخدمات.
والأهم من هذا وذاك شجاعة (الميسري) في فتح ملفات شائكة أعاقت منذ تحرير عدن عمل الحكومة الشرعية على الوجه المطلوب ووضعت أمامها العراقيل، وأبرزها ملف الخلاف الذي كان دائرا ما بين الجانب الإماراتي والحكومة الشرعية، ونجح في حسمه مع الإماراتيين حينها بزيارة التي وصفت بالشجاعة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي كشفت عن حنكة سياسية وجرأة وطنية منقطعة النظير يتحلى بها (الميسري) وكفاءة في إدارة ومعالجة أشد الملفات السياسية تعقيدا.
لقد كان بإمكان (الميسري) منذ البداية النأي بنفسه عن معمعة الصراعات التي استهدفت الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي منذ الأيام الأولى لتحرير عدن ومحافظات الجنوب، واختيار العمل من فنادق وقصور الخارج كما فعل ولايزال كثير من وزراء ومسئولي الحكومة الشرعية والتفرغ لجمع المكاسب والمنافع الشخصية، لكن (الميسري) آثر تحمل أمانة المسؤولية الملقاة على عاتقة من على أرض الواقع، بل تعدى في حسه الوطني مهام وظيفته إلى مهمة تقدم معركة الدفاع عن الثوابت الوطنية للوطن وكرامة الموطنين.
اليوم لا تمثل عودة الوزير أحمد الميسري إلى محافظة حضرموت مجرد عودة وزير حكومي وحسب، بل تمثل عودة دولة وحكومة ونظام طالما استبسل ولايزال بشجاعة دفاعا عنهم انطلاقا من ايمانه العميق بمشروع الرئيس عبدربه منصور هادي لبناء الدولة اليمنية الحديثة الضامنة لحقوق الجميع دون استثناء، ودون شك بأمثال (صقر الشرعية أحمد الميسري) سينجح الرئيس هادي في إرساء مداميكها.