وجود الدولة في حياة الناس والمجتمع ضرورة ومهم جدا، وهي كيان لا يمكن الاستغناء عنه لتنظيم حياة الناس، إذ لولا وجود الدولة لأصبح الناس في فوضى عارمة ليس لها أول ولا آخر، ولدينا نحن في اليمن أمثله حية ومعاشة واقعاً لسيطرة بعض المليشيات المنفلتة على بعض المحافظات بقوة السلاح، بسبب الهوى والشهوة للسلطة، والذي نتج عنه القتل والترويع، والتفجير والتدمير وإتلاف وإزهاق للأرواح البريئة، وسفك للدماء المعصومة.. فالدولة يقع على عاتقها مسئولية تنظيم حياة الناس وحل المشكلات التي تواجههم، والتغلب على جميع السلبيات إن وجدت في إطار عملها، وهي بذلك تكون قد خدمت الشعب خدمة جليلة لا ندّ أو نظير لها.
وعطفاً على ما سبق أقول لقد شعرت بالارتياح وأنا أتابع وصول بعض الوزراء في حكومة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك إلى مدينة سيئون وما تلاها بعد ذلك من زيارات قام بها هؤلاء الوزراء لتفقد بعض المرافق الحيوية كل في مجال تخصصه، ومشاركتهم الإيجابية في العديد من المجالات، لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، ولتحسين واقع الخدمات المقدمة للمواطنين على جميع المستويات .
لا أخفي عليكم أنني بالقدر الذي كُنت فيه سعيداً بوصول هؤلاء الوزراء لمدينة سيئون أصابتني في الوقت نفسه غصة لما حلّ ببعض المحافظات المحررة والتي سيطرت عليها بعض المليشيات المسلحة، فغيبت تماماً أي دور فعلي للدولة، وأصبح المواطن في هذه المحافظات يعيش حالة من الرعب والخوف والترقب من تصرفات هؤلاء الانقلابيين الرعناء .
أخيراً أقول لأهلي في سيئون تمسكوا بالدولة والشرعية اليمنية بقيادة فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي لضمان حمايتكم واستقراركم، تمسكوا بالدولة ومؤسساتها ولو لم يتبقَ منها إلا التراب لأنها ستنبت يوماً بدماء أبنائها عصا غليظة توجع كل من تطاول عليها. واعلموا علم اليقين أن كل أبناء المحافظات التي يُسيطر عليها الانقلابيون يحسدونكم على ما أنتم فيه من نعمة الاستقرار والأمن والرخاء، ولا يغرنكم ما يحاك ضد بلدنا وضد ولي أمرنا الشرعي، فو الله لو وقعت الواقعة بمدينتكم فلن يُرحم صغيركُم ولا كبيركُم ولن تستطيعوا حماية أعراضكم، وسوف تدخلون في فوضى عارمة وعدم استقرار ليس له أول ولا آخر، والأمثلة حولكم حية وواضحة وضوح الشمس في كبد السماء، والحليم بالإشارة يفهم.
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة بفخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء، وجعلها دوماً بلد الأمن والاستقرار والازدهار .