[ المحرجين ]
الشيخ أحمد المريسي
تاريخ النشر: الثلاثاء 06 اغسطس 2019 - الساعة:13:10:05
معروف من زمان وفي كل زمان ومكان عندنا في مدينة عدن وضواحيها وفي مدن أخرى عربية واجنبية وحديثنا اليوم عن مدينة عدن وضواحيها في ذلك الزمن الجميل بكل بساطته وبرغم كل الظروف التي كان يعيشها المواطن في مدينة عدن ونستعرض بعض من تلك الذكريات الجميلة وموضوعنا اليوم عن تلك البيوت والأسر والشخصيات التي امتهنت شغل التحريج (الحراج، والدلالة، والتهريج )
نقول هذا ليس من السخرية ولكن من اجل الدلالة والمقارنة بين الأمس واليوم وحب الناس لمهنتهم وحب الأخرين لهم وقد استعرنا موضوع تشابه المهن ومن امتهنها بشرف وصدق وأمانة بمضمونها ومعانيها.
وخاصة حراج الأسماك ومن تلك الأسر ونذكر بعضها بيت اليامي وبيت الجبل وبيت الشلبي وآخرين لايتسع المجال لذكرهم
كانت الحياة حلوه والبساط احمدي والطيبة كانت عنوان والتسامح والرحمة والتعاطف والتعاون وكان الناس للناس والجار للجار.
كان المحرج يعمل في مصلحته ومصلحة الصياد ومصلحة المواطن لايغالي ولا يبخس الصياد و يعرف كيف يزن ويوازن السوق لمصلحة الجميع ويفرض مايقوله على هذا وذاك وكان الكل يحترم قوله لأنه كان مكان ثقه واحترام الجميع.
محرج زمان كان يعرف ظروف الناس لأنه منهم واليهم وعندما كان يحضر اليه من هو صاحب اسرة وظروفه صعبه ويطلب خصار لبيته كان يعطيه وبلاثمن وليس فقط المحرج بل حتى الصيادين انفسهم كانوا يحملوا هذا السلوك والأخلاق سوى كان في اسواق الحراج في المدينة او حتى بالسواحل والشواطئ.
وهناك اسر كانت تمتهن الدلالة وكان يلجئ اليها كل من كان معه اغنام او غير ذلك المهم كانوا يحظو بثقه واحترام الناس وهكذا كانت حياتهم وطيبتهم وكانت تعتبر سمة من سمات مدينة عدن وأهلها وناسها الطيبين.
واسر وبيوت امتهنت التهريج والنكته والابداع في مجال الفكاهه وحركة اليد (خفه) اليد في الأعياد والمهرجانات وكنا نسميه احيانا بالساحر او الكركوس وكانت مهنتهم هي إسعاد واضحاك الناس وتسليتهم وترفيههم . ( مثل علي حسين طز البيسه ، والسامبو ، وحمبص ).
الكل كانو سعداء والرضى والقناعة والحب والألفة تحيط بهم في مدينة عدن.
اما اليوم فحراج وسوق كبير يحرج فيه بالبشر والأوطان والقيم والمبادئ وكل ماهو جميل حراج نشاهده كل يوم في مدينتا عدن مدينة الحب والأمن والسلام.
والمهرجين من بياعين الأقلام والكلام يسوقوا ويروجوا للظالم والدجال وصاحب الجاه والمال واباحوا كل ممنوع وحرام من اجل المناصب وحفنة من الدنانير والدولارات والريالات.
محرجين زمان، ومهرجين زمان، ودلالين زمان، كانوا يسعدونا وكانوا مننا وايلينا لايخدوعنا ولايغشونا ولا يتأمروا علينا ولا على أوطانهم.
ماهيج الأشجان وحرك مشاعر الوجدان مقال قرأته للدكتور ياسين سعيد نعمان (حافة العونطة).
طبعاً الذكريات غنية وكثيرة عندما تتحدث عن مدينة عدن وضواحيها وعن أهلها وناسها الطيبين عدن تاريخ رغم كل من يسيء اليها بقصد وغير قصد.
محرجين اليوم، ومهرجين اليوم ، ودلالين اليوم شغالين في بيع البشر والأوطان.