في التاسع والعشرون من شهر مايو 2019م كان الشيخ حسين محمد الحدية القفعي مع موعد مع خالقه ... فبعد انقضاء اجله غادنا رحمه الله الى الدار الآخرة بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل .. غادرنا بعد ان افنى حياته في اصلاح ذات البين والقيام بدور انساني في حل كثير من القضايا ... وساهم رحمه الله في تقريب الكثير من وجهات النظر بين المتخاصمين.. ونجح في بعض القضايا في ايقاف نزيف الدم بين المتشاحنين.. اقول هذا من خلال مرافقتي له عدة مرات عند ذهابه للتوسط بين الاطراف المتنازعة.. يمتاز رحمه الله بدماثة الاخلاق وسعة الصدر والهدوء وطول البال.. ومن الصفات التي وجدتها في فقيدنا رحمه الله تعالى تقبل الاراء وكثرة الانصات والاستماع للمتحدثين ولم اره قط يقاطع المتحدث.. وقد حباه الله ومده بصبر قل ما نشاهده في غيره رحمه الله تعالى.. الشيخ حسين الحدية رحمه الله حليم حكيم صبور وله قدرة على امتصاص غضب المتشاحنين... وكان رحمه الله محل تقدير واحترام بين افراد قبيلته وكذا القبائل الاخرى على امتداد محافظة ابين وبعض المحافظات الاخرى.. الفقيد من مواليد 1935م بقرية(امسر) وكبقية الاطفال في ذلك الزمن التحق الفقيد بالمعلامة ليتعلم القرآن الكريم ومن زملاءه في المعلامة سالم عبدربه القفعي وعبدالله عمر علي وعدد آخر من زملاء الطفولة .. توفي والده في بداية الخمسينات وعاش بعد وفاة والده في ظروف اسرية صعبة بسبب قلة مافي يد الاسرة حينها .. وفي العام 1958م عين كاتب محكمة حيث كلف بكتابة الاحكام والوثائق وهذا ماجعله يكتسب خبرة فيما بعد لحل الكثير من القضايا... ومن نشاطاته السياسية رحمه الله تعالى التحاقه مع عدد من زملاء النضال في تنظيم جبهة التحرير لمناهضة ومقارعة الاحتلال البريطاني آنذاك.. بعدها انظم للجبهة القومية.. وفي العام 1971م هرب ضمن مجموعة من المناضلين الى شمال الوطن بعد ان تعرضوا للملاحقة والتهديد بالتصفية الجسدية.. ووضع الفقيد بصماته لانشاء وتأسيس تعاونية دمان الزراعية من خلال جمع التبرعات حيث حصلت هذه الجمعية على دعم حكومي من المعدات والاليآت .. الفقيد الشيخ حسين محمد الحدية متزوج من ثلاث نساء وله عدد من الاولاد والبنات برحيله خسرت المنطقة الوسطى وابين عموماً شخصية اجتماعية كان لها حضوراً وتأثيراً إيجابياً في حل الكثير من القضايا .. لكنها ارادة الله ولانملك إلا ان نقول إنا لله وإنا اليه راجعون. رحم الله شيخنا حسين الحدية القفعي واسكنه الجنة